ملازموها هُمْ فِيها خالِدُونَ كدأب سائر الكفرة فلا بد للمؤمن من العمل الصالح ومن الصون عما يبطله وسبب الارتداد عدم اليقين والا فكيف يحوم حول الموحد الحقيقي شيطان وشرك وهو قد تخلص من البرازخ والقيود ووصل الى الرب المعبود والعمل الصالح هو ما أريد به وجه الله فان غيره فاسد لا ينفع لصاحبه أصلا: قال الحافظ
فردا كه پيشگاه حقيقت شود پديد ... شرمنده رهروى كه عمل بر مجاز كرد
واحسن الحسنات التوحيد لانه أس الكل ولذلك لا يوزن قال عليه السلام (ان كل حسنة تعملها توزن يوم القيامة الا شهادة ان لا اله الا الله فانها لا توضع في ميزان لانها لو وضعت فى ميزان من قالها صادقا ووضعت السموات والأرضون السبع ما فيهن كان لا اله الا الله أرجح من ذلك) وجميع الأعمال الصالحة يزيد في نور الايمان. فعليك بالطاعة والحسنات والوصول الى المعارف الالهية فان العلم بالله أفضل الأعمال ولذلك لما قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال (العلم بالله) فقيل نسأل عن العمل وتجيب عن العلم فقال (ان فقيل العمل ينفع مع العلم وان كثير العمل لا ينفع مع الجهل) وذلك انما يحصل بتصفية الباطن مع صيقل التوحيد وانواع الاذكار ولا يعقلها الا العالمون: قال في المثنوى
ذكر حق كن بانك غولانرا بسوز ... چشم نركس را ازين كركس بدوز
قال الشيخ الحسن محمد بن السراج سمعت الجنيد قدس سره يقول رأيت إبليس في المنام كأنه عريان فقلت ألا تستحيى من الناس فقال لو كان هؤلاء من الناس لما اتلاعب بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة فقلت ومن الناس فقال قوم في المسجد الشونيزى قد انحلوا جسمى واحرقوا قلبى كلما هممت بهم اشاروا الى الله تعالى فاكاد احرق بنور ذكرهم قال فانتبهت وجئت الى المسجد الشونيزى بليل فلما دخلت المسجد إذا انا بثلاث انفس جلوس ورؤسهم مغطاة بمرقعاتهم فلما أحسوا بي اخرج واحد رأسه فقال يا أبا القاسم أنت كلما قيل بشئ صرت تقبله وتسمعه انظر الى اجتهادهم في طاعة الله وصفاء أسرارهم عما سواه تعالى فهم من اهل الإسلام الحقيقي يقول الفقير ناظم هذه الدرر قال لى شيخى العلامة أبقاه الله بالسلامة في قوله عليه السلام (بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا) المراد بالإسلام هو الإسلام الحقيقي وصاحب لا يرتد ابدا وكونه غريبا ان لا يوجد له أنيس: قال في المثنوى
بود كبرى در زمان بايزيد ... كفت او را يك مسلمان سعيد
كه چهـ باشد كر تو اسلام آورى ... تا بيابى صد نجات سرورى
گفت اين اسلام اگر هست اى مريد ... آنكه دارد شيخ عالم با يزيد
مؤمن ايمان اويم در نهان ... گر چهـ مهرم هست محكم بر دهان
باز ايمان گر خود ايمان شماست ... نى بدان ميلستم ونى مشتهاست
آنكه صد ميلش سوى ايمان بود ... چون شما را ديد ز آن فاتر شود
ز انكه نامى بيند ومعنبش نى ... چون بيابانرا مفازه گفتنى
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا نزلت في السرية فان الله تعالى لما فرج عنهم بالآية السابقة ما كانوا فيه من الغم الشديد بقتالهم في الشهر الحرام طمعوا فيما عند الله من ثوابه فقالوا يا رسول الله