والا لما امكنه التوجه نحوه وكذا كل مصدق بشئ فانه واجد للمعنى المصدق به بما فى نفسه من ذلك المعنى فلما لم يكن فيهم شىء من النور الفطري أصلا لم يعرفوا منه الكمال فأنكروه ولم يعرفوا من الحق شيأ ولم يحدث فيهم طلب حتى يحتاجوا الى الهداية فأنكروا الهداية وقال بعض العارفين معرفة مقام الأولياء أصعب من الممكن من معرفة الله تعالى لان الله تعالى معروف بكماله وجماله وجلاله وقهره بخلاف الولي الكامل فانه ملآن من شهود الضعف يأكل ويشرب ويبول مثل غيره من الخلق ولا كرامة له تظهر الا بأن يناجى ربه وانى للخلق معرفة مقامه وو الله لو كشف للخلق عن حقيقة الولي لعبد كما عبد عيسى عليه السلام ولو كشف لهم عن مشرقات نوره لانطوى نور الشمس والقمر من مشرقات نور قلبه ولكن فى ستر الحق تعالى لمقام الولي حكم واسرار وأدنى ما فى الستر أن لا يتعرض أحد لمحاربة الله تعالى إذا آذاهم بعد أن عرفهم انهم اولياء الله فكان ستر مقامهم عن الخلق رحمة بالخلق وفتحا لباب اعتذار من آذاهم من غالب الخلق فان الأذى لم يزل من الخلق لهم فى كل عصر لجهلهم بمقامهم فَكَفَرُوا اى بالرسل بسبب هذا القول لانهم قالوه استصغارا لهم ولم يعلموا الحكمة فى اختيار كون الرسل بشرا وَتَوَلَّوْا عن التدبير فيما أتوا به من البينات وعن الايمان بهم وَاسْتَغْنَى اللَّهُ اى اظهر استغناءه عن ايمانهم وطاعتهم حيث اهلكهم وقطع دابرهم ولولا غناه تعالى عنهما لما فعل ذلك وقال سعدى المفتى هو حال بتقدير قد وهو بمعنى غنى الثلاثي والمراد كمال الغنى إذ الطلب يلزمه الكمال وَاللَّهُ غَنِيٌّ عن العالمين فضلا عن ايمانهم وطاعتهم حَمِيدٌ يحمده كل مخلوق بلسان الحال ويدل على اتصافه بالصفات الكمالية او يحمده أولياؤه وان امتنع أعداؤه والحمد هو ذكر أوصاف الكمال من حيث هو كمال ومن عرف انه الحميد فى ذاته وصفاته وأفعاله شغله ذكره والثناء عليه فان العبد وان كثرت محامده من عقائده وأخلاقه وأفعاله وأقواله فلا يخلو عن مذمة ونقص الا النبي عليه السلام فانه محمد واحمد ومحمود من كل وجه وله المحمدة والكمال وفى الأربعين الادريسية يا حميد الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه قال السهروردي رحمه الله من داومه يحصل له من الأموال ما لا يمكن ضبطه زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا الزعم ادعاء العلم فمعنى أزعم زيدا قائما أقول انه كذا ففى تصدير الجملة بقوله أزعم اشعار بأنه لا سند للحكم سوى ادعائه إياه وقوله به ويتعدى الى مفعولين تعدى العلم وقد قام مقامهما ان المخففة مع ما فى حيزها فأن مخففة لا ناصبة لئلا يدخل ناصب على مثله والمراد بالموصول كفار مكة اى زعموا وادعوا ان الشان لن يبعثوا بعد موتهم ابدا ولن يقاموا ويخرجوا من قبورهم وعن شريح رضى الله عنه لكل شىء كنية وكنية الكذب زعموا قال بعض المخضرمين لابنه هب لى من كلامك كلمتين زعم وسوف انتهى ويكره للرجل أن يكثر لفظ الزعم وأمثاله فانه تحديث بكل ما سمع وكفى بذلك كذبا وإذا أراد أن يتكلم تكلم بما هو محقق لا بما هو مشتبه وبذلك يتخلص من أن يحدث بكل ما سمع فيكون معصوما من الكذب كذا فى المقاصد الحسنة قُلْ ردا لهم وابطالا لزعمهم بإثبات ما نفوه بَلى