للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى الإنسان إذ المراد والجنس اى بل لكم أحوال أشد شرا مما ذكر وادل على تها لككم على المال حيث يكرمكم الله بكثرة المال فلا تؤدون ما يلزمكم فيه من إكرام اليتيم بالنفقة والكسوة ونحوهما وهو من بنى آدم هو الذي فقد أباه وكان غير بالغ ومن البهائم ما فقد أمه قال عليه الصلاة والسلام أحب البيوت الى الله بيت فيه يتيم مكرم

برحمت بكن آبش از ديده پاك ... بشفقت بيفيانش از چهره خاك

قال فى الأشباه استخدام اليتيم بلا اجرة حرام ولو لأخيه ومعلمه الا لأمه وفيما إذا أرسله المعلم لاحضار شريكه كما فى القنية وَلا تَحَاضُّونَ بحذف احدى التاءين من تخاضون والحض الحث والتحريض لا يحض بعضكم بعضا ولا يحث من أهل وغيره شكرا لانعام الله تعالى عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ اى على اطعام جنس المسكين ومن لا يحض غيره على إطعامه فان لا يطعمه بنفسه اولى فيؤول المعنى الى ان يقال ولا تطعمون مسكينا ولا تأمرون باطعامه وفيه ذم بليغ للبخيل قال مقاتل كان قدامة بن مظعون يتيما فى حجر أمية بن خلف فكان يدفعه عن حقه فنزلت وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ اى الميراث وأصله وراث قلبت واوه تاء والميراث هو المال المنتقل من الميت أَكْلًا لَمًّا اللم الجمع يقال كتيبة ملمومة مجتمعة بعضها الى بعض والمعنى أكلا ذا لم على حذف المضاف اى جمع بين الحلال والحرام فانهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم وفيه اشارة الى انه كان بينهم ميراث يتوارثونه من ابراهيم واسمعيل عليهما السلام لكنهم قد بدلوه كما بدلوا غيره من بعض الاحكام او يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام مشتبه عالمين بذلك وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا كثيرا مع حرص وشره ومنع حقوق وعدم انتفاع فان الجم الكثير يقال جم الماء فى الحوض إذا اجتمع فيه وكثر والمقصود ذمهم ببيان ان حرصهم على الدنيا فقط وانهم عادلون عن امر الآخرة وفيه اشارة الى ان حب المال طبيعى فلا يتخلص منه المرء بالكلية الا ان يكون من الأقوياء فكأنه أشار الى ان حبه إذا لم يشتد لا يكون مذموما وقال بعض الكبار وتحبون مال الأعمال السيئة النفسانية والأحوال القبيحة الهوائية حبا كثيرا كَلَّا ردع لهم عما ذكر من الافعال والتروك وانكار أي لا ينبغى ان يكون الأمر كذلك فى الحرص على الدنيا وقصر الهمة على تحصيلها وجمعها من حيث تهيأ من حل او حرام وترك المواساة منها وتوهم ان لا حساب ولاجزاء فان عاقبة ذلك الحسرة والندامة على إيثار الحياة الدنيوية الفانية على الحياة الاخروية الباقية إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا استئناف بطريق الوعيد تعليل للردع والدك الدق يقال دككت الشيء ادكه دكا إذا ضربته وكسرته حتى سويته بالأرض وبالفارسية كوفتن چيزى تا بزمين برابر كردد. وقال الخليل الدك كسر الحائط والجبل ودكته الحمى دكا اى كسرته كسرا وقال المبرد الدك حط المرتفع بالبسط ودكا الثاني ليس تأكيدا للأول بل هودك آخر سوى الاول والمعنى إذا دكت الأرض دكا متتابعا وضرب بعضها ببعض حتى انكسر وذهب كل ما على وجهها من جبال وابنية وقصور حين زلزلت زلزلة بعد زلزلة وحركت تحريكا بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>