والبعث لا الى غيره استقلالا او اشتراكا فسترى حينئذ عاقبة طغيانك وآنجا همه را عمل بكار آيد نه اموال توانكرى نه بمالست نزد اهل كمال كه مال تا لب كورست وبعد از ان اعمال أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى الاستفهام للتعجيب والرؤية بصرية والخطاب لكل من يتأتى منه الرؤية وتنكير عبدا لتفخيمه عليه السلام كأنه قيل ينهى أكمل الخلق فى العبودية عن عبادة ربه والعدول عن ينهاك الى ينهى عبدا دال على أن النهى كان للعبد عن اقامة خدمة مولاه ولا أقبح منه روى أن أبا جهل قال فى ملأ من طغاة قريش لئن رأيت محمدا يصلى لأطأن عنقه وفى التكملة نهى محمدا عن الصلاة وهم أن يلقى على رأسه حجرا فرآه فى الصلاة وهى صلاة الظهر فجاءه ثم نكص على عقبيه فقالوا مالك فقال ان بينى وبينه لخندقا من نار وهولا واجنحة فنزلت والمراد اجنحة الملائكة ابصر اللعين الاجنحة ولم يبصر أصحابها فقال عليه السلام والذي نفسى بيده لودنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا وكان ابو جهل يكنى فى الجاهلية بأبى الحكم لأنهم كانوا يزعمون أنه عالم ذو حكمة ثم سمى أبا جهل فى الإسلام. يقول الفقير كان عليه السلام يدعو ويقول اللهم أعز الإسلام بابى جهل او بعمر فلما أعزه الله بعمر رضى الله عنه دل على أن عمرا سعد قريش كما أن أبا جهل أشقى قريش إذ الأشياء تتبين بأضدادها أَرَأَيْتَ رؤية قلبية معناه أخبرني ذلك الناهي وهو المفعول الاول إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى فيما ينهى عنه من عبادة الله أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى اى امر بالتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقده وهذه الجملة الشرطية بجوابها المحذوف وهو ألم يعلم بأن الله يرى سدت مسد المفعول الثاني فان المفعول الثاني لأرأيت لا يكون الا جملة استفهامية او قسمية وانما حذف جوب هذه الشرطية اكتفاء عنه بجواب الشرطية لأن قوله ان كذب وتولى مقابل للشرط الاول وهو ان كان على الهدى أو أمر بالتقوى والآية فى الحقيقة تهكم بالناهي ضرورة انه ليس فى النهى عن عبادته تعالى والأمر بعبادة الأصنام على هدى البتة أَرَأَيْتَ أخبرني ذلك الناهي إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى اى ان كان مكذبا للحق معرضا عن الصواب كما نقول نحن ونظم الأمر والتكذيب والتولي فى سلك الشرط المتردد بين الوقوع وعدمه ليس باعتبار انفس الافعال المذكورة من حيث صدورها عن الفاعل فان ذلك ليس فى حيز التردد أصلا بل باعتبار أوصافها التي هى كونها امرا بالتقوى وتكذيبا وتوليا أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى جواب للشرطية الثانية اى يطلع على أحواله فيجاريه بها حتى اجترأ على ما فعل اى قد علم ذلك الناهي أن الله يرى فكيف صدر منه ما صدر وانما أفرد التكذيب والتولي بشرطية مستقلة مقرونة بالجواب مصدرة باستخبار مستأنف ولم ينظمهما فى سلك الشرط الاول بعطفهما على كان للايذان باستقلالهما بالوقوع فى نفس الأمر وباستتباع الوعيد الذي ينطق به الجواب واما القسم الاول