الثلاث التي هى الجبروت والملكوت والملك وفرق بين كلمتيها اللفظيتين كما بين كلمتيها المعنويتين إذ كلمة اهل المحو مستوية مرثية وكلمة اهل النحو منحية غير مرتبة ثم اسرار الحروف المقطعة والمتشابهات القرآنية مما ينكشف لاهل الله بعد الوصول الى غاية المراتب وان كان بعض لوازمها قد يحصل لاهل الوسط ايضا فلا يطمع فى حقائقها من توغل فى الرسوم واشتغل بالعلوم عن المعلوم نسأل الله تعالى ان ينجينا من ورطات العلاقات الوجودية المانعة عن الأمور الشهودية غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ الغلبة القهر كما فى المفردات والاستعلاء على القرن بما يبطل مقاومته فى الحرب كما فى كشف الاسرار. والروم تارة يقال للصنف المعروف وتارة لجمع رومى كفارسى وفرس وهم بنوا روم بن عيص بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام والروم الاول منهم بنوا روم بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام. والفرس بسكون الراء قوم معروفون نسبوا الى فارس بن سام بن نوح. وادنى الفه منقلبة عن واو لانه من دنا يدنو وهو يتصرف على وجوه فتارة يعبر به عن الأقل والأصغر فيقابل بالأكثر والأكبر وتارة عن الأحقر والأذل فيقابل بالأعلى والأفضل وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الأقرب فيقابل بالابعد وهو المراد فى هذا المقام اى اقرب ارض العرب من الروم إذ هي الأرض المعهودة عندهم وهى أطراف الشام او فى اقرب ارض الروم من العرب على ان اللام عوض عن المضاف اليه وهى ارض جزيرة ما بين دجلة والفرات. والمعنى بالفارسية [مغلوب شدند روميان يعنى فارسيان بر ايشان غلب بردند در نزديكترين زمين كه عرب را باشد نسبت بزمين روم] وكان ملك الفرس يوم الغلبة أبرويز بن هرمز بن انو شروان بن قباذ صاحب شيرين وهو المعروف بخسرو وتفسير أبرويز بالعربية مظفر وتفسير انو شروان مجدد الملك وآخر ملوك الفرس الذي قتل فى زمن عثمان رضى الله عنه هو يزدجرد بن شهريار بن أبرويز المذكور وكان ملك الروم هرقل كسبحل وزبرج وهو أول من ضرب الدنانير وأول من أحدث البيعة قيل فارس والروم قريش العجم وفى الحديث (لو كان الايمان معلقا بالثريا لناله اصحاب فارس) - روى- ان النبي عليه السلام كتب الى قيصر ملك الروم يدعوه الى الإسلام فقرأ كتابه ووضعه على عينيه ورأسه وختمه بخاتمه ثم أوثقه على صدره ثم كتب جواب كتابه انا نشهد انك نبى ولكنا لا نستطيع ان نترك الدين القديم الذي اصطفاه الله لعيسى عليه السلام فعجب النبي عليه السلام فقال (لقد ثبت ملكهم الى يوم القيامة ابدا) وقال لفارس (نطحة او نطحتان ثم لا فارس بعدها) والروم ذات قرون كلما ذهب قرن خلف قرن هيهات الى آخر الابد كما فى كشف الاسرار واما قوله (إذا هلك قيصر لا قيصر بعده) فمعناه إذا زال ملكه عن الشام لا يخلفه فيه أحد وكان كذلك لم يبق الا ببلاد الروم كما فى انسان العيون وكتب الى كسرى ملك فارس وهو خسرو المذكور وكسرى معرب خسرو فمزق كتابه ورجع الرسول بعد ما أراد قتله فدعا عليه النبي عليه السلام ان يمزق كل ممزق فمزق الله ملكهم فلا ملك لهم ابدا وَهُمْ اى الروم مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ اى من بعد مغلوبيتهم على يد فارس فهو من اضافة المصدر الى المفعول والفاعل متروك والأصل بعد غلبة فارس إياهم