للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحيث تضرب به الأمثال فى كل فرقة ليس بعدها وصال فيقال تفرقوا أيدي سبأ اى تفرقوا تفرق اهل هذا المكان من كل جانب وكانوا قبائل ولدهم سبأ فتفرقوا فى البلاد [تا يكى از ايشان دو مأرب نمايد قبيله غسان از ايشان بشام رفت وقضاعه بمكة واسد ببحرين وانمار بيثرب وجذام بتهامة واز دبعمان] إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من قصتهم لَآياتٍ عظيمة ودلالات كثيرة وعبرا وحججا واضحة قاطعة على الوحدانية والقدرة قال بعضهم جمع الآيات لانهم صاروا فرقا كثيرة كل منهم آية مستقلة لِكُلِّ صَبَّارٍ عن المعاصي ودواعى الهوى والشهوات وعلى البلايا والمشاق والطاعات شَكُورٍ على النعم الإلهية فى كل الأوقات والحالات او لكل مؤمن كامل لان الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر [در كشف الاسرار آورده كه اهل سبا در خوش حال وفارغ بالى مى كذرانيدند بسبب بى صبرى بر عافيت وناشكرى بر نعمت رسيد بديشان آنچهـ رسيد]

اى روزكار عافيت شكرت نكفتم لا جرم ... دستى كه در آغوش بود اكنون بدندان مى كزم

وفى المثنوى

چون ز حد بردند اصحاب سبا ... كه به پيش ما وبابه از صبا «١»

ناصحانشان در نصيحت آمدند ... از فسوق وكفر مانع مى شدند

قصد خون ناصحان ميداشتند ... تخم فسق وكافرى مى كاشتند

بهر مظلومان همى كندند چاه ... در چهـ افتادند ومى كفتند آه

صبر آرد آرزو رانى شتاب ... صبر كن والله اعلم بالصواب «٢»

قال بعض الكبار ان طلب الدنيا وشهواتها هو طلب البعد عن الله وعن حضرته والميل الى الدنيا والرغبة فى شهواتها من خسة النفس وركاكة العقل وهو ظلم على النفس فمن قطعته الدنيا عن الحضرة جعله الله عبرة لاهل الطلب وأوقعه فى وادي الهلاك فلا بد من الصبر عن الدنيا وشهواتها والشكر على نعمة العصمة وتوفيق العبودية جعلنا الله وإياكم من الراغبين اليه والمعتمدين عليه وعصمنا من الرجوع عن طريقه والضلال بعد إرشاده وتوفيقه انه الرحمن الذي بيده القلوب وتقليبها من حال الى حال وتصريفها كيف يشاء فى الأيام والليال وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ التصديق بالفارسية [راستى يافتن] وضمير عليهم الى اهل سبأ لتقدم ذكرهم والظاهر انه راجع الى الناس كما يشهد به ما بعده. وإبليس مشتق من الإبلاس وهو الحزن المعترض من شدة اليأس كما فى المفردات ابلس يئس وتحير ومنه إبليس او هو أعجمي انتهى والظن هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ومظنة الشيء بكسر الظاء موضع يظن فيه وجوده والمعنى وبالله لقد وجد إبليس ظنه بسبأ حين رأى انهماكهم فى الشهوات صادقا فَاتَّبَعُوهُ اى اتبع اهل سبأ الشيطان فى الشرك والمعصية إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الفريق الجماعة المنفردة عن الناس ومن بيانية اى الا جماعة هم المؤمنون لم يتبعوه فى اصل الدين وتقليلهم بالاضافة الى الكفار او تبعيضية اى الافريقا من فرق المؤمنين لم يتبعوه وهم المخلصون


(١) در أوائل دفتر سوم در بيان باقى قصه اهل سبا
(٢) در اواخر دفتر يكم در بيان خاتمه دفتر أول

<<  <  ج: ص:  >  >>