للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضرب سرته وان اهل الجنة ضوء وجوههم كضوء القمر ليلة البدر او على أحسن كوكب درى فى السماء وهم جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين فطوبى لاهل اللطافة وويل لاهل الكثافة. اعلم ان الله تعالى خلق سموات الكليات وارض الجزئيات بمظهرية الحق وظهوره فيهما بحسب استعداد الكل لا بحسبه وتجلى فى مظاهر صور الإنسان بحسبه اى بجميع الأسماء والصفات ولذا قال تعالى فأحسن صوركم اى جعل صوركم احدية جمع جميع المظهريات الجامعة لجميع المظاهر السماوية العلوية والارضية السفلية كما قال عليه السلام ان الله خلق آدم على صورته يعنى أورد الاسم الجامع فى عنوان الخلق اشارة الى تلك الجمعية فكان مصير الإنسان الى الهوية الجامعة لجميع الهويات لكن حصل التفاوت بين افراده بحسب التجلي والاستتار والفعل والقوة فليس لاهل الحجاب أن يدعى كمالات اهل الكشف للتفاوت المذكور فيا عجبا من انسان خفى عليه ما دفن فى ارض وجوده من كنز الهى غيبى من نال اليه لم يفتقر ابدا وكيف قنع بقشر مع إمكان تحصيل اللب وكيف اقام فى الحضيض مع سهولة العروج الى الأوج

چهـ شكرهاست درين شهر كه قانع شده اند ... شاهبازان طريقت بمقام مگسى

يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من الأمور الكلية والجزئية والأحوال الجلية والخفية وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ اى ما تسرونه فيما بينكم وما تظهرونه من الأمور والتصريح به مع اندراجه فيما قبله لانه الذي يدور عليه الجزاء ففيه تأكيد للوعد والوعيد وتشديد لهما قال فى برهان القرآن انما كرر ما فى أول السورة لاختلاف تسبيح اهل الأرض واهل السماء فى الكثرة والقلة والبعد والقرب من المعصية والطاعة وكذلك اختلاف ما تسرون وما تعلنون فانهما ضدان ولم يكرر ما فى السموات والأرض لان الكل بالاضافة الى علم الله جنس واحد لا يخفى عليه شىء وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى هو محيط بجميع المضمرات المستكنة فى صدور الناس بحيث لا تفارقها أصلا فكيف يخفى عليه ما يسرونه وما يعلنونه وبالفارسية وخداى تعالى داناست بآنچهـ در سينهاست از خواطر وأفكار وانما قيل لها ذات الصدور وصاحبتها لملابستها لها وكونها مخزونة فيها ففى الآية ترق من الأظهر الى الأخفى لانه عالم بما فى السموات وما فى الأرض وبما يصدر من بنى آدم سرا وعلنا وبما لم يصدر بعد بل هو مكنون فى الصدور واظهار الجلالة للاشعار بعلية الحكم وتأكيد استقلال الجملة قبل وتقديم القدرة على العلم لان دلالة المخلوقات على قدرته بالذات وعلى علمه بما فيها من الاتفاق والاختصاص تبعض الجهات الظاهرة مثل كون السماء فى العلو والأرض فى السفل او الباطنة مثل أن يكون السماء متحركة والأرض ساكنة الى غير ذلك فان للمتكلمين مسلكين فى اثبات العلم الاول ان فعله تعالى متقن اى محكم خال عن وجوه الخلل ومشتمل على حكم ومصالح متكثرة وكل من فعله متقن فهو عالم والثاني انه فاعل بالقصد والاختيار لتخصيص بعض الممكنات ببعض الانحاء ولا يتصور ذلك إلا مع العلم وفى قوله ما تسرون اشارة الى علماء الظاهر من الحكماء والمتكلمين والى علومهم الفكرية

<<  <  ج: ص:  >  >>