آنكه در ذاتش تفكر كردنيست ... در حقيقت آن نظر در ذات نيست
هست آن پندار او زيرا براه ... صد هزاران پرده آمد تا اله
هر يكى در پرده موصول جوست ... وهم او آنست كه آن عين هوست
پس پيمبر دفع كرد اين وهم ازو ... تا نباشد در غلط سودا پز او
در عجائبهاش فكر اندر رويد ... از عظيمى وز مهابت كم شويد
چونكه صنعش ريش وسبلت كم كند ... حد خود داند ز صانع تن زند
جز كه لا احصى نكويد او ز جان ... كز شمار وحد برونست آن بيان
ثم انه لما كان معنى الحق فى اسماء الله تعالى هو الثابت الوجود على وجه لا يقبل الزوال والعدم والتغير كان الجاري على ألسنة اهل الفناء من الصوفية فى اكثر الأحوال هو الاسم الحق لانهم يلاحظون الذات الحقيقية دون ما هو هالك فى نفسه وباطل فى ذاته وهو ما سوى الله تعالى وَأَجَلٍ مُسَمًّى عطف على الحق اى وبأجل معين قدره الله تعالى لبقائها لا بد لها من ان تنتهى اليه وهو وقت قيام الساعة وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ مع غفلتهم عن الآخرة واعراضهم عن التفكر فيما يرشدهم الى معرفتها بِلِقاءِ رَبِّهِمْ اى بلقاء حسابه وجزائه بالبعث والباء متعلق بقوله لَكافِرُونَ اى منكرون جاحدون يحسبون ان الدنيا ابدية وان الآخرة لا تكون بحلول الاجل المسمى أَوَلَمْ يَسِيرُوا اهل مكة والسير المضي فى الأرض فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا اى اقعدوا فى أماكنهم ولم يسيروا فينظروا اى قد ساروا وقت التجارات فى أقطار الأرض وشاهدوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الأمم المهلكة كعاد وثمود والعاقبة إذا أطلقت تستعمل فى الثواب كما فى قوله تعالى (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وبالاضافة قد تستعمل فى العقوبة كما فى هذه الآية وهى آخر الأمر: وبالفارسية [سرانجام] ثم بين مبدأ احوال الأمم ومآلها فقال كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً يعنى انهم كانوا اقدر من اهل مكة على التمتع بالحياة الدنيا حيث كانوا أشد منهم قوة وَأَثارُوا الْأَرْضَ يقال ثار الغبار والسحاب انتشر ساطعا وقد اثرته فالاثارة تحريك الشيء حتى يرتفع غباره: وبالفارسية [برانگيختن كرد وشورانيدن زمين وميغ آوردن باد] كما فى تاج المصادر. والثور اسم البقر الذي يثار به الأرض فكأنه فى الأصل مصدر جعل فى موضع الفاعل والبقر من بقر إذا شق لانها تشق الأرض بالحراثة ومنه قيل لمحمد بن الحسين بن على الباقر لانه شق العلم ودخل فيه مدخلا بليغا. والمعنى وقلبوا الأرض للزراعة والحراثة واستنباط المياه واستخراج المعادن وَعَمَرُوها العمارة نقيض الخراب اى عمروا الأرض بفنون العمارات من الزراعة والغرس والبناء وغيرها مما يعد عمارة لها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها اى عمارة اكثر كما وكيفا وزمانا من عمارة هؤلاء المشركين. يعنى اهل مكة إياها كيف لا وهم اهل واد غير ذى زرع لا تنشط لهم فى غيره وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات والآيات الواضحات فكذبوهم فاهلكهم الله تعالى فَما كانَ اللَّهُ بما فعل بهم من العذاب والإهلاك لِيَظْلِمَهُمْ من غير جرم