للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ فيما يعتقدون من ان الأصنام آلهة إِلَّا ظَنًّا من غير تحقيق وانما قلدوا فى ذلك آباءهم. وفيه اشعار بان بعضهم قد يتبعون العلم فيقفون على حقية التوحيد وبطلان الشرك لكن لا يقبلونه مكابرة وعنادا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي بى نياز نكرداند كسى را] مِنَ الْحَقِّ [از علم واعتقاد درست يعنى ظن وتخمين بجاى حق ويقين نتواند] شَيْئاً من الإغناء فيكون مفعولا مطلقا ويجوز ان يكون مفعولا به ومن الحق حالا منه فمعنى لا يغنى حينئذ لا ينوب وقال بعضهم ان الظن بان الأصنام شفعاء لا يدفع عنهم العذاب فقولهم بانها شفعاء باطل محض مبنى على خيال فاسد وظن واه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ وعيد على اتباعهم للظن واعراضهم عن البرهان. وفى الآية دلالة على وجوب العلم فى الأصول وعدم جواز الاكتفاء بالتقليد: وفى المثنوى

وهم افتد در خطا ودر غلط ... عقل باشد در أصابتها فقط «١»

كشتئ بي لنكر آمد مرد شر ... كه ز باد كژ نيابد او حذر «٢»

لنكر عقلست عاقل را أمان ... لنكرى در يوزه كن از عاقلان

وقد نادى قوله تعالى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ على كونهم محرومين من كمال العقل فان العاقل بالعقل الكامل لا يتبع الباطل والجهل بل الحق والعلم وكون الآباء على صفة الشرك لا ينهض حجة فان الله تعالى قد خلق الناس وهداهم الى تمييز الخير والشر بتركيب العقل فيهم فالاتباع ليس الا الى الهدى وكما ان المشركين ضلوا عن طريق الشريعة بتقليد الجهلة فكذا السالكون ضلوا عن طريق الحقيقة بتقليد الغفلة قال بعض الكبار أوصيكم بوصية لا يعرفها الا من عقل وجرب ولا يهملها الا من غفل فحجب وهو ان لا تأخذوا فى هذا العلم مع متكبر ولا صاحب بدعة ولا مقلد. اما الكبر فانه عقال عن فهم الآية والعبر. واما البدعة فتوقع صاحبها فى البلايا الكبار. واما التقليد فعقال يمنع من الظفر وبلوغ الوطر ثم ان ما وصل المرء اليه بنور العقل والبرهان فالعلم المكسوب بالعقل بمنزلة الظن والتخمين عند ارباب اليقين والحق الذي لا غاية وراءه وراء طور العقل وما يلى ظاهر القلب هو الايمان وما يلى باطنه هو الإيقان قال بعض العارفين إذا كان الايمان فى ظاهر القلب كان العبد محبا للآخرة والدنيا وكان مرة مع الله ومرة مع نفسه فاذا دخل الايمان باطن القلب ابغض العبد دنياه وهجر هواه والوصول الى هذه المرتبة لا يكون الا بجذبة الهية وبصحبة مرشد كامل: قال الحافظ

من بسر منزل عنقانه بخود بردم راه ... قطع اين مرحله با مرغ سليمان كردم

ومن شرائطه الاحتراز عن صحبة خلاف الجنس فانها مؤثرة وما ضاع من ضاع الا بمساعدة الهوى والقعود مع اهل الإنكار فقد ظهر الحق وحقيقة الحال وماذا بعد الحق الا الضلال نسأل الله المتعال ان يوفقنا للاجتهاد الى وقت الارتحال وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ مع ما فيه من دلائل الاعجاز من حسن نظمه ومعانيه الدقيقة وحقائقه الجامعة أَنْ يُفْتَرى فى محل النصب على انه خبر كان اى افتراء اى مفترى يفترى به على الله وسمى بالمصدر مبالغة والافتراء فى الأصل افتعال من فريت الأديم إذا قدرته للقطع ثم استعمل فى الكذب مِنْ دُونِ اللَّهِ


(١) در اواخر دفتر سوم در بيان آنكه هر چهـ غفلت وكاهلى إلخ
(٢) در اواخر دفتر سوم در بيان مثل زدن در رميدن كره اسب إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>