للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجود الى نفسه وبقي بربه وبكمالاته اللهم اجعلنا من المهديين الى هذه الرتبة العظمى والكعبة العليا واصرفنا في مسالكنا عن الانحراف الى شىء من الآخرة والدنيا لِكُلٍ

اى لكل امة من الأمم اعنى المسلمين واليهود والنصارى جْهَةٌ

اى قبلة وجهةوَ

راجع الى كل وَلِّيها

اى محول وموجه الى تلك الجهة وجهه فقبلة كل امة من اهل الأديان المختلفة مغايرة لقبلة الامة الاخرى اسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ

اى الى الخيرات بنزع الجار والمراد جميع انواع الخيرات من امر القبلة وغيره مما ينال به سعادة الدارين والمعنى لكل امة قبلة يتصلبون في التوجه إليها بحيث لا ينصرفون عنها الى القبلة الحق وان أتيتهم بكل آية دالة على ان القبلة هي الكعبة وإذا كان الأمر كذلك فاستبقوا أنتم وبادروا الى الفعلات الخيرات وهي ما ثبت انه من الله تعالى ولا تقتفوا اثر المكابرين المستكبرين الذين يتبعون أهواءهم ويلقون الحق وراء ظهورهم فانهم انما يستبقون الى الشر والفساد إذ ليس بعد الحق الا الضلال قال بعض اهل الحقيقة معناه كل قوم اشتغلوا بغيرنا عنا واقبلوا على غيرنا فكونوا معاشر العارفين لنا واشتغلوا بنا عن غيرنا فان مرجعكم إلينا كما قال تعالى يْنَ ما

اى في أي موضع كُونُوا

أنتم وأعداؤكم أْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً

يحشركم الله الى المحشر للجزاء ويفصل بين المحق والمبطل فهو وعد لاهل الطاعة ووعيد لاهل المعصيةنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

فيقدر على الامانة والاحياء والجمع وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ اى من أي مكان وبلد خرجت اليه للسفر فَوَلِّ وَجْهَكَ عند صلاتك شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ تلقاءه فان وجوب التوجه الى الكعبة لا يتغير بالسفر والحضر حالة الاختيار بل الحكم بالاسفار مثله حالة الاقامة بالمدينة وَإِنَّهُ اى هذا المأمور به وهو تحويل القبلة الى الكعبة لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ اى الثابت الموافق للحكمة وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فيجازيكم بذلك احسن جزاء فهو وعد للمؤمنين وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ اليه في اسفارك ومغازيك من المنازل القريبة والبعيدة فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ ايها المؤمنون من أقطار الأرض مقيمين او مسافرين وصليتم فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ من محالكم شَطْرَهُ كرر هذا الحكم وهو التحويل وتولية الوجه شطر المسجد لما ان القبلة لها شأن خطير والنسخ من مظان الشبهة والفتنة وتسويل الشيطان فبالحرى ان يؤكد أمرها مرة غب اخرى مع انه قد ذكر في كل مرة حكمة مستقلة لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ متعلق بقوله فولوا والمعنى ان التولية عن الصخرة الى الكعبة تدفع احتجاج اليهود بان المنعوت في التوراة قبلته الكعبة واحتجاج العرب بانه يدعى ملة ابراهيم ويخالف قبلته وقوله عليكم في الأصل صفة حجة فلما تقدم عليها امتنع الوصفية لامتناع تقدم الصفة على الموصوف فانتصب على الحالية إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ استثناء من الناس اى لئلا يكون حجة لاخد من اليهود الا للمعاندين منهم القائلين ما ترك قبلتنا الى الكعبة الا ميلا الى دين قومه وحبا لبلده ولو كان على الحق للزم قبلة الأنبياء ولا لأحد من العرب من اهل مكة الا للمعاندين منهم الذين قالوا بدا له فرجع الى قبلة آبائه ويوشك ان يرجع الى دينهم وتسمية هذه الكلمة الشنعاء حجة مع انها افحش الأباطيل لانهم كانوا يسوقونها مساقها ويوردونها موقعها

<<  <  ج: ص:  >  >>