فقال انك لم تعاد عدوى في الدين فكيف حال القاعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين والمتمسك بسنة سيد المرسلين عند فساد الخلق واختلاف المذاهب والملل كان له اجر مائة شهيد وفي الحديث (سيأتى على الناس زمان تخلق فيه سنتى وتتجدد فيه البدعة فمن اتبع سنتى يومئذ صار غريبا وبقي وحيدا ومن اتبع بدع الناس وجد خمسين صاحبا او اكثر) وللصحبة تأثير عظيم كما قيل
عدوى البليد الى الجليد سريعة ... والجمر يوضع في الرماد فيخمد
قال الحافظ
نخست موعظه پير مجلس اين حرفست ... كه از مصاحب ناجنس احتراز كنيد
وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ قال القرطبي في تفسيره بالسريانية فيما ذكره الماوردي وبالعربية فيما حكى ابن عطية ابن رحيم قال السهيلي وكثيرا ما يقع الاتفاق بين السرياني والعربي او تقار به في اللفظ ألا ترى ان ابراهيم تفسيره اب رحيم لمرحمته بالأطفال ولذلك جعل هو وسارة زوجته كافلين لاطفال المؤمنين الذين يموتون صغارا الى يوم القيامة وقال فى تذكرة الموتى كان اسمه أبرم فزيد في اسمه هاء والهاء في السريانية التفخيم والتعظيم رَبُّهُ الضمير لابراهيم وقدم المفعول لفظا وان كان مؤخرا رتبة ووجه التقديم الاهتمام فان الذهن يتشوق ويطلب معرفة المبتلى اى واذكر وقت اختبارى ابراهيم والمقصود من ذكر الوقت ذكر ما وقع فيه من الحوادث لان الوقت مشتمل عليها فاذا استحضر كانت حاضرة بتفاصيلها كأنها مشاهدة عيانا والابتلاء في الأصل الاختبار اى تطلب الخبر بحال المختبر بتعريضه لامر يشق عليه غالبا فعله او تركه وذلك انما يتصور حقيقة ممن لا وقوف له على عواقب الأمور واما من العليم الخبير فلا يكون الا مجازا عن تمكينه للعبد من اختيار أحد الامرين ما يريد الله تعالى وما يشتهيه العبد كأنه يمتحنه بما يكون منه حتى يجازيه على حسب ذلك كما علم الكفر من إبليس ولم يلعنه بعلمه ما لم يختبره بما يستوجب اللعنة به بِكَلِماتٍ جمع كلمه وهي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد فيكون الكلمات عبارة عن الألفاظ المنظومة لكنها قد تطلق على المعاني التي تحتها لما بين الدال والمدلول من التضايف والمتضايفان متكافئان فى الوجود التعقلى كما في قوله تعالى وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا اى قضية وحكمة وقوله قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي اى للمعانى التي تبرز بالكلمات فَأَتَمَّهُنَّ اى قام بهن حق القيام وأداهن احسن التأدية من غير تفريط وتوان ولذا قيل لم يبتل أحد بهذا الدين فاقامه كله الا ابراهيم فكتب الله له البراءة فقال وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى وفسرت الكلمات بوجوه ذكرت في التفاسير ومنها العشر التي هي من السنة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما هي عشر خصال كانت فرضا في شرعه وهي سنة في شرعنا خمس منها في الرأس وهي المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس وقص الشارب والسواك وخمس في البدن وهي الختان وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار والاستنجاء بالماء اى غسل مكان الغائط والبول بالماء ولنذكر منها بعض ما يحتاج الى البيان فنقول فرق شعر الرأس تفريقه وتقسيمه