للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان وصلة العلماء على قدر علمهم واستدلالهم ووصلة الكمل على قدر مشاهدتهم وعيانهم لكن لا على وجه مشاهدة سائر الأشياء فانه تعالى منزه عن الكيف والأين بل هي عبارة عن ظهور الوجود الحقيقي عند اضمحلال وجود الرائي وفنائه وأول ما يتجلى للسالك الافعال ثم الصفات واما تجلى الذات فلا يتيسر الا للآحاد فهو لا يكون الا بمحو الوجود وافنائه لكن ذلك الفناء عين البقاء وعن ابى يزيد البسطامي قدس سره كنت اعلم الإخلاص لبعض الفقراء وهو يعلمنا الفناء: قال السعدي

ترا كى بود چون چراغ التهاب ... كه از خود پرى همچوقنديل از آب

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ارشاد للمؤمنين الى الخير راعِنا المراعاة المبالغة في الرعي وهو حفظ الغير وتدبير أموره وتدارك مصالحه كان المسلمون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا القى عليهم شيأ من العلم راعنا يا رسول الله اى راقبنا وانتظرنا وتأن بنا حتى نفهم كلامك وكانت لليهود كلمة عبرانية او سريانية يتسابون بها فيما بينهم وهي راعنا فلما سمعوا بقول المؤمنين راعنا افترصوه وخاطبوا به الرسول وهم يعنون به تلك المسبة فنهى المؤمنون عنها قطعا لألسنة اليهود عن التلبيس وأمروا بما هو في معناها ولا يقبل التلبيس فقيل وَقُولُوا انْظُرْنا اى انتظرنا من نظره إذا انتظره وَاسْمَعُوا وأحسنوا سماع ما يكلمكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقى عليكم من المسائل باذان واعية وأذهان حاضرة حتى لا تحتاجوا الى الاستعادة وطلب المراعاة وَلِلْكافِرِينَ اى ولليهود الذين تهاونوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وسبوه عَذابٌ أَلِيمٌ وجيع لما اجترءوا عليه من المسبة العظيمة وفي هذه الآية دليلان أحدهما على تجنب الألفاظ المحتملة التي فيها التعريض واما قولهم لا بأس بالمعاريض وهو ان يتكلم لرجل بكلمة يظهر من نفسه شيأ ومراده شىء آخر فانما أرادوا ذلك إذا اضطر الإنسان الى الكذب فاما إذا لم يكن حاجة ولا ضرورة فلا يجوز التعريض ولا التصريح جميعا قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بان لا يتعرض لهم بما حرم من دمائهم واعراضهم) وقدم اللسان في الذكر لان التعرض به اسرع وقوعا واكثر وخص اليد بالذكر لان معظم الافعال يكون بها: قال في المثنوى

اين زبان چون سنك وهم آهن وشيست ... وآنچهـ بجهد از زبان چون آتشيست

سنك وآهن رامزن بر هم كزاف ... كه ز روى نقل وكه از روى لاف

زانكه تاريكست وهر سو پنبه زار ... در ميان پنبه چون باشد شرار

عالمى را يك سخن ويران كند ... روبهان مرده را شيران كند

والثاني التمسك بسد الذرائع وحمايتها والذريعة عبارة عن امر غير ممنوع لنفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في ممنوع ووجه التمسك بها ان اليهود كانوا يقولون ذلك وهي سب بلغتهم فلما علم الله تعالى ذلك منهم منع من اطلاق ذلك اللفظ لانه ذريعة للسب قال تعالى وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ فمنع من سب آلهتهم مخافة مقابلتهم بمثل

<<  <  ج: ص:  >  >>