للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتورع عن الحرام. ومؤمن مديم على الطهارة. ومؤمن كثير الصدقة. ومؤمن حسن الخلق مع الناس. ومؤمن ينفع الناس. وحامل القرآن المديم عليه. وقائم الليل والناس نيام قال عليه السلام (فكم رفقاؤك من أمتي) قال عشرة. سلطان جائر. وغنى متكبر.

وتاجر خائن. وشارب الخمر. والقتات. وصاحب الرياء. وآكل الربا. وآكل مال اليتيم. ومانع الزكاة. والذي يطيل الأمل وفي الحديث (ما منكم من أحد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبين الله ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا الله ولو بشق ثمرة) قال شيخى العلامة أبقاه الله بالسلامة قيل لى في قلبى احسن اخلاق المرء في معاملته مع الحق التسليم والرضى واحسن أخلاقه في معاملته مع الخلق العفو والسخاء: قال السعدي

غم وشادمان نماند وليك ... جزاى عمل ماند ونام نيك

كرم پاى دارد نه ديهيم وتخت ... بده كز تو اين ماند اى نيكبخت

مكن تكيه بر ملك وجاه وحشم ... كه پيش از تو بودست وبعد از تو هم

بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله الذي امر المؤمنين بالإنفاق ليزكى به نفوسهم عن سفساف الأخلاق وهدى العارفين الى بذل المال والروح ليفتح لهم أبواب الفتوح والصلاة على المتخلق بأخلاق مولاه سيدنا محمد الذي جاء بالشفاعة لمن يهواه وعلى آله وأصحابه ممن اثر الله على ما سواه ووثق في اجر الانفاق بربه الذي أعطاه وبعد فان العبد العليل سمى الذبيح إسماعيل الناصح البروسى ثم الاسكوبى أوصله الله الى غاية المقام الحي يقول لما ابتليت بالنصح والعظة اهتممت في باب الموعظة فكنت التقط من التفاسير وانظم في سلك التحرير ما به ينحل عقد الآيات القرآنية والبينات الفرقانيه من غير تعرض لوجوه المعاني مما يحتمله المبانى قصدا الى التكلم بقدر عقول الناس وتصديا للاختصار الحامل على الاستئناس واضم الى كل آية ما يناسبها من الترغيب والترهيب وبعض من التأويل الذي لا يخفى على كل لبيب حتى انتهيت من سورة البقرة الى ما هنا من آيات الانفاق بعون الله الملك الخلاق فجعلت أول هذه الآية معنونا ليكون هذا النظم مع ما يضم اليه مدونا مقطوعا عما قبله من الآيات مجموعا بلطائف العظات ومن الله استمد ان يمهلنى الى ان آخذ بهذا المنوال القرآن العظيم وأقضي هذا الوطر الجسيم وأتضرع ان يجعله منتفعا به وذخر اليوم والمعاد ونعم المسئول والمراد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ اى من حلال ما كسبتم او جياده لقوله تعالى لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وفسر صاحب الكشاف الطيبات بالجياد حيث قال من طيبات ما كسبتم من جياد مكسوباتكم ذكر بعض الأفاضل انه انما فسر الطيب بالجيد دون الحلال لان الحل استفيد من الأمر فان الانفاق من الحرام لا يؤمر به ولان قوله تعالى بعده وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ والخبيث هو الرديء المستخبث يدل على ان المعنى أنفقوا مما يستطاب من اكسابكم وَمِمَّا اى ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>