والمجاهدة ورلء ظهره من الجزاء الوفاق لانه خالف أمر ربه فى قوله وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها اى من غير مدخلها بمحافظة طواهر الأعمال من غير رعاية حقوق بواطنها بتقوى الأحوال فسبب الوصول الى حضرة الربوبية والدخل فيها هو التقوى وهو اسم جامع لكل بر من اعمال الظاهر واحوال الباطن والقيام باتباع الموافقات واجتناب المخالفات وقال القاشاني واما من أوتى كتابه ورلء ظهره اى جهته التي تلى الظلمة من الروح الحيواني والجسد فان وجه الإنسان جهته التي الى الحق وخلفه جهته التي الى البدن الظلماني بأن رد الى الظلمات فى صور الحيوانات فسوف يدعو ثبورا لكونه فى ورطة هلاك الروح وعذاب الابد ويصلى سعير نار الآثار فى مهاوى الطبيعة إِنَّهُ اى لان فالجملة استئناف لبيان علة ما قبلها كانَ فى الدنيا فِي أَهْلِهِ فيما بين اهله وعشيرته او معهم على انهم جميعا كانوا مسرورين كما يقال جاءنى فلان فى جماعة اى معهم مَسْرُوراً مترفا بطرا مستبشرا يعنى شادان ونازان بمال فانى وجاه ناپايدار ومحجوب از منعم بنعم. كديدن الفجار الذين لا يخطر ببالهم امور الآخرة ولا يتفكرون فى العواقب كسنة الصلحاء والمتقين كما قال تعالى حكاية انا كنا فى أهلنا مشفقين والحاصل انه كان الكافر فى الدنيا فارغا عن هم الآخرة وكان له مزمار فى قلبه فجوزى بالغم الباقي بخلاف المؤمن فانه كان له نائحة فى قلبه فجوزى بالسرور الدائم وفيه اشارة ايضا الى الروح العلوي الذي يؤتى كتابه بيمينه والى النفس السفلية التي تؤتى كتابها من ورلء ظهرها وأهلها القوى الروحانية النورانية والقوى الجسمانية الظلمانية إِنَّهُ ظَنَّ تيقن كما فى تفسير الفاتحة للفنارى وقال فى فتح الرحمن الظن هنا على بابه بمعنى الحسبان لا الظن الذي بمعنى اليقين وهو تعليل لسروره فى الدنيا اى ان هذا الكافر ظن فى الدنيا أَنْ اى الأمر والشأن فهى مخففة من الثقيلة سادة مع ما فى حيزها مسد مفعولى الظن او أحدهما على الخلاف المعروف لَنْ يَحُورَ لن يرجع الى الله تكذيبا للمعاد والحور الرجوع والمحار المرجع والمصير وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما كنت أدرى ما معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنية لها حورى حورى اى ارجعي وحر الى أهلك اى ارجع ومنه الحديث نعوذ بالله من الحور بعد الكور اى الرجوع عن حالة جميلة والحوارى القصار لرجعه الثواب الى البياض بَلى إيجاب لما بعد لن اى بلى ليحورن البتة وليس الأمر كما يظن إِنَّ رَبَّهُ الذي خلقه كانَ بِهِ وبأعماله الموجبة للجزاء والجار متعلق بقوله بَصِيراً بحيث لا تخفى منها خافية فلا بد من رجعه وحسابه وجزائه عليها حتما إذ لا يجوز فى حكمته أن يهمله فلا يعاقبه على سوء اعماله وهذا زجر لجميع المكلفين عن المعاصي كلها وقال الواسطي رحمه الله كان بصيرا به إذ خلقه لماذا خلقه ولاى شىء أوجده وما قدر عليه من السعادة او الشقاوة وما كتب له وعليه من أجله ورزقه فَلا كلمة لا صلة للتوكيد كما مر مرارا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ هى الحمرة التي تشاهد فى أفق المغرب بعد الغروب وبغيبوبتها يخرج وقت المغرب ويدخل وفت العشاء عند عامة العلماء او لبياض الذي يليها ولا يدخل وقت العشاء الا بزواله. وجمعى برآنند كه آن بياض أصلا غائب نمى شود بلكه