للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى فى بدنه فى كل مائة وعشرين سنة فيعود شابا وهو من المنظرين كما فى الاخبار الصحيحة وهذه المخاطبة وان لم تكن بواسطة لكن لا تدل على علو منصب إبليس لان خطاب الله تعالى له على سبيل الاهانة والاذلال كما فى التفاسير وقال بعضهم الصحيح انه لا يجوز ان يكون كلمه كفاحا اى شفاها ومواجهة وانما كلمه على لسان ملك لان كلام الباري لمن كلمه رحمة ورضى وتكرّم وإجلال ألا ترى ان موسى عليه السلام فضل بذلك على سائر الأنبياء ما عدا الخليل ومحمدا عليهما السلام وجميع الآي الواردة محمولة على انه أرسل اليه بملك يقول له فان قلت أليس رسالته اليه ايضا تشريفا قيل مجرد الإرسال ليس بتشريف وانما يكون لاقامة الحجة بدلالة ان موسى عليه السلام أرسل الى فرعون وهامان ولم يقصد إكرامهما وتشريفهما كذا فى آكام المرجان إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ اى المعين عند الله تعالى لا يتقدم ولا يتأخر وهو وقت موت الخلق عند النفخة الاولى ثم لا يبقى بعد ذلك حى الا الله تعالى أربعين سنة الى النفخة الثانية

همه تخت وملكى پذيرد زوال ... بجز ملك فرمان ده لا يزال

قال الكاشفى: يعنى [زمان فناء خلق بنفخه أول كه نفخه صعقه گويند چهـ قول جمهور آنست كه نفخه أول نفخه موت باشد ونفخه ثانى نفخه احياء وميان دو نفخه بقول أشهر چهل سال خواهد بود پس إبليس چهل سال مرده باشد پس انگيخته شود] قال فى السيرة الحلبية هذه النفخة التي هى نفخة الصعق مسبوقة بنفخة الفزع التي يفزع بها اهل السموات والأرض فتكون الأرض كالسفينة فى البحر تضربها الأمواج وتسير الجبال كسير السحاب وتنشق السماء وتكسف الشمس ويخسف القمر وعن وهب ان اليوم المعلوم الذي انظر اليه إبليس هو يوم بدر قتلته الملائكة فى ذلك اليوم وقيل وقت طلوع الشمس من مغربها بدليل قول النبي عليه السلام (إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادى ويجهر الهى مرنى ان اسجد لمن شئت فيجتمع ذرياته فيقولون يا سيدنا ما هذا التضرع فيقول انما سألت ربى ان ينظرنى الى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم ثم تخرج دابة الأرض من صدع فى الصفا فاول خطوة تضعها بانطاكية فيأتى إبليس فتلطمه وتقتله بوطئها) والقول الاول أشهر قال أحنف بن قيس قدمت المدينة أريد امير المؤمنين عمر رضى الله عنه فاذا انا بحلقة عظيمة وكعب الأحبار فيها يحدث الناس ويقول لما حضر آدم عليه السلام الوفاة قال يا رب سيشمت بي عدوى إبليس إذا رآنى ميتا وهو منظر الى يوم القيامة فاجيب ان يا آدم انك سترد الى الجنة ويؤخر اللعين الى النظرة ليذوق الم الموت بعدد الأولين والآخرين ثم قال لملك الموت صف كيف تذيقه الموت فلما وصفه قال يا رب حسبى فضج الناس وقالوا يا أبا إسحاق كيف ذلك فابى فالحوا فقال يقول الله تعالى لملك الموت عقيب النفخة الاولى قد جعلت فيك قوة اهل السموات السبع واهل الأرضين السبع وانى البستك اليوم أثواب السخط والغضب كلها فانزل بغضبي وسطوتى على رجيمى إبليس فاذقه الموت واحمل عليه مرارة الأولين والآخرين من الثقلين أضعافا مضاعفة وليكن معك من الزبانية سبعون

<<  <  ج: ص:  >  >>