للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لان قوله فاستمتعوا بخلاقهم ذم للاولين بالاشتغال بالحظوظ الفانية وذمهم بذلك تمهيد لذم المخاطبين بسلوكهم سبيل الأولين وتشبيه حالهم بحالهم وَخُضْتُمْ اى دخلتم فى الباطل وشرعتم فيه كَالَّذِي اى كالفوج الذي خاضُوا ويجوز ان يكون أصله الذين حذفت النون تخفيفا أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من الافعال الذميمة من المشبهين والمشبه بهم والخطاب لرسول الله او لكل من يصلح للخطاب حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ التي كانوا يستحقون بها الأجور لو قارنت الايمان مثل الانفاق فى وجوه الخير وصلة الرحم وغير ذلك اى ضاعت وبطلت بالكلية ولم يترتب عليها اثر فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ. اما فى الآخرة فظاهر. واما فى الدنيا فلأن ما يترتب على أعمالهم فيها من الصحة والسعة وغير ذلك حسبما ينبىء عنه قوله تعالى مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ليس ترتيبه عليها على طريق المثوبة والكرامة بل بطريق الاستدراج وَأُولئِكَ الموصوفون بحبوط الأعمال فى الدارين هُمُ الْخاسِرُونَ الكاملون فى الخسران فى الدارين الجامعون لمباديه وأسبابه طرا فانه قد ذهبت رؤوس أموالهم فيما ضرهم ولم ينفعهم قط ولو انها ذهبت فيما لا يضرهم ولا ينفعهم لكفى به خسرانا: قال السعدي قدس سره

قيامت كه بازار مينو نهند ... منازل باعمال نيكو نهند

بضاعت بچندان كه آرى برى ... اگر مفلسى شرمسارى برى

كه بازار چندانكه آكنده تر ... تهى دست را دل پراكنده تر

أَلَمْ يَأْتِهِمْ اى المنافقين نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ اى خبرهم الذي له شأن وهو ما فعلوا وما فعل بهم والاستفهام للتقرير والتحذير اى قد اتاهم خبر الأمم السالفة وسمعوه فليحذروا من الوقوع فيما وقعوا قَوْمِ نُوحٍ اغرقوا بالطوفان وهو بدل من الذين وَعادٍ اهلكوا بريح صرصر وَثَمُودَ اهلكوا بالرجفة والصيحة وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ أهلك نمرود ببعوضة وأهلك أصحابه بالهدم وَأَصْحابِ مَدْيَنَ اى واهل مدين وهم قوم شعيب اهلكوا بالنار يوم الظلة ومدين هو مدين بن ابراهيم نسبت القربة اليه وَالْمُؤْتَفِكاتِ الظاهر انه عطف على مدبن وهى قريات قوم لوط ائتفكت بهم اى انقلبت بهم فصار عاليها سافلها وامطروا حجارة من سجيل أَتَتْهُمْ اى جميع من تقدم من المهلكين رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ اى بالحجج والبراهين فكذبوهم فاهلكهم الله فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ اى لم يكن من عادته ما يشابه ظلم الناس كالعقوبة بلا جرم وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث عرضوها للعقاب بالكفر والتكذيب: قال الصائب

چرا زغير شكايت كنم كه همچوحباب ... هميشه خانه خراب هواى خويشتنم

فعلى العاقل ان لا يغتر بالقوة والأولاد والأموال فان كلها فى معرض الزوال: قال الحافظ

ببال و پر مرو از ره كه تير پرتابى ... هوا گرفت زمانى ولى بخاك نشست

يعنى لا تغتر بقدرتك وقوتك البدنية والدنيوية ولا تخرج بسببها عن الصراط المستقيم فان حالك مشابه لحال السهم فانه وان علا على الهواء زمانا لكنه يسقط على الأرض فآخر كل علو هو

<<  <  ج: ص:  >  >>