بشوى اى خرمند از آن دوست دست ... كه با دشمنانت بود هم نشست
إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا استثناء من أعم الأحوال كأنه قيل لا تتخذوهم اولياء ظاهرا وباطنا فى حال من الأحوال إلا حال اتقائكم مِنْهُمْ اى من جهتهم تُقاةً اى اتقاء بان تغلب الكفار او يكون المؤمن بينهم فان اظهار الموالاة حينئذ مع اطمئنان النفس بالعداوة والبغضاء وانتظار زوال المانع من شق العصا واظهار ما فى الضمير كما قال عيسى عليه السلام [كن وسطا وامش جانبا] اى كن فيما بينهم صورة وتجنب عنهم سيرة [ولا تخالطهم مخالطة الأوداء ولا تتيسر بسيرتهم] وهذا رخصة فلو صبر حتى قتل كان اجره عظيما وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ اى يخوفكم الله ذاته المقدسة كقوله تعالى فَاتَّقُونِ. وَاخْشَوْنِ اى من سخطى وعقوبتى فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه وهذا وعيد شديد وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ اى الى جزاء الله مرجع الخلق فيجزى كلا بعمله قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ من الضمائر التي من جملتها ولاية الكفرة أَوْ تُبْدُوهُ فيما بينكم يَعْلَمْهُ اللَّهُ فيؤاخذكم بذلك عند مصيركم اليه وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لا يخفى عليه منه شىء قط فلا يخفى عليه سركم وعلنكم وهو من باب إيراد العام بعد الخاص تأكيدا له وتقريرا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيقدر على عقوبتكم بما لا مزيد عليه ان لم تنتهوا عما نهيتم عنه وهذا بيان لقوله تعالى وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ لان نفسه وهى ذاته المتميزة من سائر الذوات متصفة بعلم ذاتى لا يختص بمعلوم دون المعلوم فهى متعلقة بالمعلومات كلها وبقدرة ذاتية لا تختص بمقدور دون مقدور فهى قادرة على المقدورات كلها فكان حقها ان تحذر وتتقى فلا يجسر أحد على قبيح ولا يقصر عن واجب فان ذلك مطلع عليه لا محالة ولا حق به العذاب ولو علم بعض عبيد السلطان انه أراد الاطلاع على أحواله مما يورد ويصدر ونصب عليه عيونا وبث من يتجسس عن بواطن أموره لاخذ حذره وتيقظ فى امره واتقى كل ما يتوقع فيه الاسترابة به فما بال من علم ان الله الذي يعلم السر وأخفى مهيمن عليه وهو آمن اللهم انا نعوذبك من اغترارنا بسترك كذا فى الكشاف. فالعاقل يخاف من الله ويكون حبه وبغضه لله يوالى المؤمنين ويعادى الكافرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اربعة من الكبائر لبس الصوف لطلب الدنيا وادعاء محبة الصالحين وترك فعلهم وذم الأغنياء والاخذ منهم ورجل لا يرى الكسب ويأكل من كسب الناس)
كر آنها كه ميكفتمى كردمى ... نكو سيرت پارسا بودمى
والحب فى الله والبغض فى الله باب عظيم واصل من اصول الايمان وخلق سنى والمحبة الصادقة لا تكون إلا عند المصافاة فى الباطن وهى مبنية على اتفاق العقيدة والوجهة لان القلوب تتناسب فتتصافى فان لم يكن بينها التوافق المعنوي واتفق بين أربابها المصالحة والمؤانسة بحسب المماثلة النوعية والالفة النفسية والجنسية الصورية أعدت الرذائل صاحب الفضائل باستغراق النفس فتشابه وتخالق كما قيل عن المرء لا تسأل وابصر قرينه. فكل قرين بالمقارن يقتدى وقال على رضى الله عنه