للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاف على تقدير العصيان فغيره من الامة اولى بذلك ودلت الآية على ان المترتب على المعصية ليس حصول العقاب بل الخوف من العقاب فيجوز العفو عن الصغائر والكبائر: قال الصائب

محيط از چهره سيلاب كرده راه ميشويد ... چهـ انديشد كسى با عفو حق از كرد زلتها

قُلِ اللَّهَ نصب بقوله أَعْبُدُ على ما أمرت لا غيره لا استقلالا ولا اشتراكا مُخْلِصاً لَهُ دِينِي من كل شوب وهو بالاضافة لان قوله اعبد اخبار عن المتكلم بخلاف ما فى قوله مخلصا له الدين لان الاخبار فيه أمرت وما بعده صلته ومفعوله فظهر الفرقان كما فى برهان القرآن وقال الكاشفى [پاك كننده براى او كيش خود را از شرك يا خالص سازنده عمل خود را از ريا] وفى التأويلات النجمية قل الله اعبد لا الدنيا ولا العقبى واطلب بعبادتي المولى مخلصا له دينى

وكل له سؤل ودين ومذهب ... فلى انتمو سؤلى ودينى هوا كمو

ز پشت آينه روى مراد نتوان ديد ... ترا كه روى بخلق است از خدا چهـ خبر

فَاعْبُدُوا اى قد امتثلت ما أمرت به فاعبدوا يا معشر الكفار ما شِئْتُمْ ان تعبدوه مِنْ دُونِهِ تعالى. والأمر للتحديد كما فى قوله تعالى (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) قال فى الإرشاد وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم ما لا يخفى كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه أمروا به كى يحل بهم العقاب ولما قال المشركون خسرت يا محمد حيث خالفت دين آبائك قال تعالى قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ اى الكاملين فى الخسران الذي هو عبارة عن اضاعة ما يهمه وإتلاف ما لا بد منه وفى المفردات الخسران انتقاص رأس المال يستعمل فى المال والجاه والصحة والسلامة والعقل والايمان والثواب وهو الذي جعل الله الخسران المبين وهو بالفارسية [زيان: والخاسر زيانكار بگو بدرستى كه زيانكاران] الَّذِينَ [آنانند كه] فالجملة من الموصول والصلة خبران خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بالضلال واختيار الكفر لها اى أضاعوها واتلفوها إتلاف البضاعة فقوله أنفسهم مفعول خسروا وقال الكاشفى [زيان كردند در نفسهاى خود كه كمراه كشتند] وَأَهْلِيهِمْ بالضلال واختيار الكفر لهم ايضا أصله أهلين جمع اهل واهل الرجل عشيرته وذو قرابته كما فى القاموس ويفسر بالأزواج والأولاد وبالعبيد والإماء وبالأقارب وبالاصحاب وبالمجموع كما فى شرح المشارق لابن الملك يَوْمَ الْقِيامَةِ حين يدخلون النار بدل الجنة حيث عرضوهما للعذاب السرمدي واوقعوهما فى هلكة لاهلكة وراءها أَلا ذلِكَ الخسران هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ حيث استبدلوا بالجنة نارا وبالدرجات دركات كما فى كشف الاسرار وقال الكاشفى [بدانيد وآگاه باشيد كه آنست آن زيان هويدا كه بر هيچكس از هل موقف پوشيده نماند] وفى التأويلات النجمية الخاسر فى الحقيقة من خسر دنياه بمتابعة الهوى وخسر عقباه بارتكاب ما نهى عنه وخسر مولاه بتولي غيره ثم شرح خسرانهم بنوع بيان فقال لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ لهم خبر الظلل والضمير للخاسرين ومن فوقهم حال من ظلل والظلل جمع ظلة كغرف جمع غرقه وهى سحابه نظل وشىء كهيئة الصفة بالفارسية [سايبان] وفى كشف الاسرار ما اظلك من فوقك. والمعنى للخاسرين ظل من النار كثيرة متراكبة بعضها فوق بعض حال كون تلك الظل من فوقهم والمراد طباق وسرادقات من النار ودخانها وسمى النار ظلة لغلظها وكثافتها

<<  <  ج: ص:  >  >>