الذكر والطاعة والمعرفة والشهود والحضور والوصال والى جحيم الغفلة والمعصية والجهل والاحتجاب والغيبوبة والفراق قال الخواص رحمه الله طاب النعيم إذا كان منه وطاب الجحيم إذا كان به وفى المثنوى
هر كجا باشد شه ما را بساط ... هست صحرا كر بود سم الخياط
هر كجا كه يوسفى باشد چوماه ... جنت است او را چهـ باشد قعر چاه
يَصْلَوْنَها اما صفة لجحيم او استئناف مبنى على سؤال نشآ عن تهويلها كأنه قيل ما حالهم فيها فقيل يقاسون حرها كما قال الخليل صلى الكافر النار قاسى حرها وباشره ببدنه ولم يصف النعيم بما يلائمه لان ما سبق من الكلام كان فى المكذبين الفجرة لان المقام مقام التخويف وذكر تبشير الأبرار لانه ينكشف به حال الفجار الأشرار لان الأشياء تعرف بأضدادها يَوْمَ الدِّينِ يوم الجزاء الذي كانوا يكذبون به وَما هُمْ ونيست فجار عَنْها اى عن الجحيم بِغائِبِينَ طرفة عين يعنى درو جاويد باشند وبيرون نيايند كقوله تعالى وما هم بخارجين منها فالمراد دوام نفى الغيبة لا نفى دوام الغيبة وقيل وما كانوا غائبين عنها قبل ذلك بالكلية بل كانوا يجدون سمومها فى قبورهم حسبما قال النبي عليه السلام القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران وَما أَدْراكَ الخطاب لكل من يتأتى منه الدراية وما مبتدأ وادراك خبره ما خبر قوله يَوْمُ الدِّينِ وما لطلب الوصف وان كان وضعه لطلب الحقيقة وشرح الاسم والمعنى اى شىء جعلك داريا وعالما ما يوم الدين اى اى شىء عجيب هو فى الهول والفظاعة اى ما ادراك الى هذا الآن أحد كنه امره فانه خارج عن دائرة دراية الخلق على اى صورة يصورونه فهو فوقها واضعافها ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ تكرير بثم المفيدة للترقى فى الرتبة للتأكيد وزيادة التخويف والمجموع تعجيب للمخاطبين وتفخيم لشأن اليوم واظهار يوم الدين فى موقع الإضمار تأكيد لهوله وفخامته يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً بيان إجمال لشأن يوم الدين اثرا بهامه وبيان خروجه عن دائرة علوم الخلق بطريق انجاز الوعد فان نفى ادرائهم مشعر بالوعد الكريم بالادراء قال ابن عباس رضى الله عنهما كل ما فى القرآن من قوله تعالى وما ادراك فقد ادراه وكل ما فيه من قوله وما يدريك فقد طوى عنه ويوم مرفوع على انه خبر مبتدأ محذوف وحركته الفتح لاضافته الى غير متمكن كأنه قيل هو يوم لا تملك فيه نفس من النفوس لنفس من النفوس شيأ من الأشياء او منصوب بإضمار اذكر كأنه قيل بعد تفخيم امر يوم الدين وتشويقه عليه السلام الى معرفته اذكر يوم لا تملك إلخ فانه يدريك ما هو ودخل فى نفس كل نفس ملكية وبشرية وجنية وفى شىء كل ما كان من قبيل جلب المنفعة او دفع المضرة وَالْأَمْرُ كله يَوْمَئِذٍ اى يوم إذ لا تملك نفس لنفس شيأ لِلَّهِ وحده والأمر واحد الأوامر فان الأمر والحكم والقضاء من شأن الملك المطاع والخلق كلهم مقهورون تحت سطوات الربوبية وحكمها ويجوز أن يكون واحد الأمور فان امور اهل المحشر كلها بيده تعالى