للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرازخ فكلما قطع برزخا ازداد احاطة حتى يصل الى المحيط الحقيقي فهناك يضمحل الكل فهو محيط الكل واما إذا كان سفليا فانه فى البلاء والعياذ بالله تعالى ثم ان العلم الإلهي انما يستكمل بعد أربعين سنة من أول المكاشفة والظهور كما ان العقل انما يستكمل فى سن الأربعين يعنى ان الوصول الى منتهى المراتب انما يحصل فى تلك المدة وقد اجرى الله عادته على ذلك فلا يطمع أحد فيه قبلها فان العلم يزداد الى ذلك الحد ثم يحصل التحقق وتصير الأوصاف الطبيعية والنفسانية كلها تحت تسخيره وفى يده غالبا عليها بإذن الله تعالى وعونه فانظر الى طول الطريق وعزة المطلب فاختر لك دليلا الى ان تصل الى الله الرب: وفى المثنوى

پير را بگزين بي پير اين سفر ... هست ره پر آفت وخوف وخطر

آن رهى كه بارها تو رفته ... بي قلاوز اندر آن آشفته

پس رهى را كه نديدستى تو هيچ ... هين مرو تنها ز رهبر سر مپيچ

گر نباشد سايه پير اى فضول ... پس ترا سرگشته دارد بانگ غول

اللهم خذ بايدينا وجد علينا كل حين فَلا تَكُ أصله لا تكن حذفت النون لكثرة الاستعمال اى إذا تبين عندك ما قصصت عليك من قصص المتقدمين وسوء عاقبتهم فلا تكن فِي مِرْيَةٍ اى فى شك مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما مصدرية اى من جهة عبادة هؤلاء الحاضرين من المشركين وكن على يقين فى انها ضلال سيئ العاقبة كأنه قيل لم لا أكون فى شك فاجيب لانهم ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما كان يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ اى حالهم كحال آبائهم من غير تفاوت فهم على الباطل والتقليد لا على الحق والتحقيق وفيه اشارة الى ان اهل الفترة الذين عبدوا الأصنام من اهل النار فان الذم ينادى على ذلك وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ توفية الشيء تأديته وإعطاؤه على وجه التمام والضمير لهؤلاء الكفرة نَصِيبَهُمْ اى حظهم المتعين لهم من العذاب الدنيوي والأخروي كما وفينا آباءهم أنصباءهم المقدرة حسب جرائمهم فسيلحقهم مثل ما لحق بآبائهم فان التماثل فى الأسباب يقتضى التماثل فى المسببات فان قيل لا سبب عندنا الا الله قلنا يكفينا السببية العادية وهو ما يفضى الى الشيء بحسب جريان العادة غَيْرَ مَنْقُوصٍ حال مؤكدة من النصيب كقوله هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً وفائدته مع دفع توهم التجوز تقرير ذى الحال اى جعله مقررا ثابتا لا يظن انه غيره وفى الآية ذم للتقليد وهو قبول قول الغير بلا دليل وهو جائز فى الفروع والعمليات ولا يجوز فى اصول الدين والاعتقاديات بل لا بد من النظر والاستدلال لكن ايمان المقلد صحيح عند الحنفية والظاهرية وهو الذي اعتقد جميع ما وجب عليه من حدوث العالم ووجود الصانع وصفاته وإرسال الرسل وما جاؤا به حقا من غير دليل لان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ايمان الاعراب والصبيان والنسوان والعبيد والإماء من غير تعليم الدليل ولكنه يأثم بترك النظر والاستدلال لوجوبه عليه ولا يحصل اليقين الا بترك التقليد وبالوصول الى عين التوحيد: قال المولى الجامى قدس سره

سيراب كن ز بحر يقين جان تشنه را ... زين بيش خشك لب منشين بر سر آب ريب

ثم ان اهل التقليد وارباب الطبيعة انما يعبدون الدنيا والهوى فى الحقيقة فلا بد من ترك الهوى

<<  <  ج: ص:  >  >>