فى الجهات متفرقا كالنجوم كما قال فى القاموس الشرار والشرر ككتاب وجبل ما يتطاير من النار واحدتهما بهاء انتهى وكالقصر فى موضع الصفة للشرر والقصر مفرد وهو البناء العالي ووصف به الجمع باعتبار كل واحد من آحاده والقصر ايضا الحطب الجزل ولذا قال ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير الآية هى الخشب العظام المقطعة وكنا نعمد الى الخشب فنقطعها ثلاثة اذرع وفوق ذلك ودونه تدخرها للشتاء فكنا نسميها القصر اى لكونها مقصورة مقطوعة من الممدودة الطويلة تأمل فى ان نارا دخانها وشررها هكذا فما بالك بحال أهلها كَأَنَّهُ اى الشرر وفى فتح الرحمن كأنه اى النار ثم رد الضمير الى لفظ النار دون معناها فقال كأنه جِمالَتٌ صُفْرٌ جمع جمل كحجارة فى جمع حجر والتاء لتأنيث الجمع او اسم جمع كالحجارة والجمل ذكر الإبل والناقة انثاه وإذا لم يكن فى جماعة الإبل أنثى يقال جمالة بالكسر والصفر جمع اصفر والصفرة لون من الألوان التي بين السواد والبياض وهى ان البياض أقرب ولذلك قد يعبر بها عن السواد والمعنى كأن كل شررة جمل أصفر أو كجمل اسود لان سواد الإبل يضرب الى الصفرة كما قيل لبعض الظباء آدم لان بياضها تعلوه كدرة ولان صفر الإبل يشوب رؤوس اشعارها سواد وفى الحديث (شرار جهنم اسود كالقير) فالاول وهو التشبيه بالقصر تشبيه فى العظم والثاني وهو التشبيه بالجمل فى اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والحركة وفى المفردات قوله تعالى كأنه جمالة صفر قيل جمع أصفر وقيل بل أراد به الصفر المخرج من المعادن ومنه قيل للنحاس صفر وفى التأويلات النجمية كل صفة من الأوصاف البهيمية والسبعية والشيطانية بحسب الغلظة والشدة كالقصور المرتفعة والبروج المشيدة او كأنه جمالة صفر عظيمة لهيكل طويلة الأشر من شدة قوة النار فى ذلك الشرر وهى القوة الغضبية وَيْلٌ مشقت بسيار يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بأهوال يوم القيامة وأحوال العصاة فيه (وقال الكاشفى) مر دروغ زنانراست كه مشقت دوزخ وشرارهاى آنرا باور ندارند هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ اشارة الى وقت دخولهم النار ويوم مرفوع على انه خبر هذا اى هذا يوم لا ينطقون فيه بشئ لما ان السؤال والجواب والحساب قد انقضت قبل ذلك وايضا يوم القيامة يوم طويل له مواطن ومواقيت ينطقون فى وقت دون وقت فعبر عن كل وقت بيوم اولا ينطقون بشئ ينفعهم فان ذلك كلا نطق قال القاشاني لا ينطقون لفقدان آلات النطق وعدم الاذن فيه بالختم على الأفواه وقال بعضهم لا ينطقون من شدة تحيرهم وقوة دهشتهم وقال أبو عثمان رحمه الله أسكتهم هيبة الربوبية وحياء الذنوب كما قال الشيخ سعدى رحمه الله
سر ار جيب غفلت بر آور كنون ... كه فردا نماند بخجلت نكون
وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ ودستورى ندهد مر ايشانرا در اعتذار فَيَعْتَذِرُونَ عطف على يؤذن منتظم فى سلك النفي اى لا يكون لهم اذن واعتذار متعقب له من غير أن يجعل الاعتذار مسببا عن الاذن كما لو نصب والنصب يوهم ان لهم عذرا وقد منعوا من ذكره