للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال جبيت الماء فى الحوض جمعته والحوض الجامع له جابية والاجتباء الجمع على طريق الاصطفاء وقيل اشتباه ان صح انه لم يكون نبيا قبل هذه الواقعة ومن أنكر الكرامات والارهاص لابدان يختار القول الاول لان احتباسه فى بطن الحوت وعدم موته هناك لما لم يكون إرهاصا ولا كرامة لا بدان يكون معجزة وذلك يقتضى ان يكون رسولا قبل هذه الواقعة فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ من الكاملين فى الصلاح بأن عصمه من ان يفعل فعلا يكون تركه اولى روى انها نزلت بأحد حين هم رسول الله عليه السلام ان يدعو على المنهزمين فتكون الآية مدينة وقيل حين أراد أن يدعو على ثقيف. حق تعالى فرمود كه صبر كن وآن دعا در توقف دار كه كارها بصبر نيكو شود

كارها از صبر كردد دلپسند ... خرم آن كز صبر باشد بهره مند

چون در افتادى بگرداب حرج ... صبر كن والصبر مفتاح الفرج

دلت الآيات على فضيلة الصبر وعلى ان ترك الاولى يصدر من الأنبياء عليهم السلام والا لما كان يونس عليه السلام مليما وعلى ان الندم على ما فرط من العبد والتضرع الى الله لذلك من وسائل الإكرام وعلى ان توفيق الله نعمة باطنة منه وعلى ان الصلاح درجة عالية لا ينالها الا اهل الاجتباء وعلى ان فعل العبد مخلوق لله لدلالة قوله فجعله من الصالحين على ان الصلاح انما يكون بجعل الله وخلقه وان كان للعبد مدخل فيه بسبب الكسب بصرف إرادته الجزئية والمعتزلة يأولونه تارة بالأخبار بصلاحه وتارة باللطف له حتى صلح لكنه مجاز والأصل هو الحقيقة وَإِنْ مخففة واللام دليلها يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ يقال الزلقه ازل رجله يعنى بلغزانيد لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ لما ظرفية منصوبة بيزلقونك والمعنى انهم من شدة عداوتهم لك ينظرون إليك شزرا اى نظر الغضبان بمؤخر العين بحيث يكادون يزلون قدمك فيرمونك وقت سماعهم القرآن وذلك لاشتداد بغضهم وحسدهم عند سماعه من قولهم نظر الى نظر ايكاد يصرعنى اى لو أمكنه بنظره الصرع لفعله أو أنهم يكادون يصيبونك بالعين قال فى كشف الاسرار الجمهور على هذ القول روى انه كان فى بنى اسد عيانون والعيان والمعيان والعيون شديد الاصابة بالعين وكان الواحد منهم إذا أراد أن يعين شيأ يتجوع له ثلاثة ايام ثم يتعرض له فيقول تالله ما رأيت احسن من هذا فيتساقط ذلك الشيء وكان الرجل منهم ينظر الى الناقة السمينة او البقرة السمينة ثم بعينها ثم يقول للجارية خذى المكتل والدرهم فائتينا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتى تقع فتنحر والحاصل انه لا يمر به شىء فيقول فيه لم ار كاليوم مثله إلا عانه وكان سببا لهلاكه وفساده فسأل الكفار من قريش من بعض من كانت له هذه الصفة ان يقول فى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت مثله ولا مثل حججه. تا پرتو جمال آن حضرت بآسيب عين الكمال از ساحت عالم محو سازد. فقال فعصمه الله تعالى الحسن البصري قدس سره دوآء الاصابة بالعين ان تقرأ هذه الآية (كما قال الحافظ)

حضور مجلس انس است دوستان جمعند ... وان يكاد بخوانيد ودر فراز كنيد

<<  <  ج: ص:  >  >>