شمع رخشنده در ان جمع نخواهند كه تا ... عيب شان در شب تاريك بماند مستور
واى آن وقت روشن شود اين راز چوروز ... پرده برخيزد واين حال بيايد بظهور
أَوَالهمزة للانكار والعطف على مقدر يقتضيه المقام اى أكفروا بآيات البينات وهي فى غاية الوضوح كُلَّما عاهَدُوا عَهْداً مصدر مؤكد لعاهدوا من غير لفظه نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ اى رموا بالذمام اى العهد ورفضوه والفريق الطائفة ويكون للقليل والكثير واسناد النبذ الى فريق منهم لان منهم من لم ينبذه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بالتوراة وليسوا من الدين فى شىء فلا يعدون نقض المواثيق ذنبا ولا يبالون به وهذا رد لما يتوهم من ان النابذين هم الأقلون وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ هو النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِ اللَّهِ متعلق بجاء مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ من التوراة نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ اى التوراة كِتابَ اللَّهِ مفعول نبذ اى الذي أوتوه وهو التوراة لانهم لما كفروا بالرسول المصدق لما معهم فقد نبذوا التوراة التي فيها ان محمدا رسول الله وقد علموا انها من الله وَراءَ ظُهُورِهِمْ يعنى رموا بالعناد كتاب الله وراء ظهورهم ولم يعملوا به مثل لتركهم واعراضهم عنه بالكلية بما يرمى به وراء الظهر استغناء عنه وقلة التفات اليه كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ جملة حالية اى نبذوه وراء ظهورهم متشبهين بمن لا يعلمه انه كتاب الله قيل اصل اليهود اربع فرق ففرقة آمنوا بالتوراة وقاموا بحقوقها كمؤمنى اهل الكتاب وهم الأقلون المشار إليهم بقوله عز وجل بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وفرقة جاهروا بنبذ العهود تمردا وفسوقا وهم المعنيون بقوله سبحانه نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وفرقة لم يجاهروا بنبذها ولكن نبذوها لجهلهم بها وهم الأكثرون وفرقة تمسكوا بها ظاهرا ونبذوها خفية وهم المتجاهلون وفيه اشارة الى ان من فعل فعل الجاهل وتعمد الخلاف مع علمه يلتحق بالجهال وهو والجاهل سواء فكمال ان الجاهل لا يجئ منه خير فكذا العالم الذي لا يعمل ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (واعظ اللسان ضائع كلامه وواعظ القلب نافذ سهامه) فالاول هو العالم الغير العامل والثاني هو العالم العامل الذي يؤثر كلامه في القلوب وتنتج كلمته ثمرات الحكمة والعبرة والفكرة فعلى العاقل ان يسارع الى الامتثال خوفا من بطش يد ذى الجلال ويقال الندامة اربع ندامة يوم وهي ان يخرج الرجل من منزله قبل ان يتغدى وندامة سنة وهي ترك الزراعة في وقتها وندامة عمر وهو ان يتزوج امرأة غير موافقة وندامة الابد وهو ان يترك امر الله ومجرد قراءة الكتاب بترياق الظاهر لا يدفع سم الباطن فلا بد من العمل كما ان من كان ينظر الى كتب الطب وكان مريضا فمادام لم يباشر العلاج لا يفيد نظره بالادوية وكان خلقه صلى الله تعالى عليه وسلم القرآن يعنى يعمل باوامره وينتهى عن نواهيه واعلم ان العمل بالعلوم الظاهرة لا يمكن الا بعد معرفة المراتب الأربع مثلا يعرف بالعلم الظاهر ان حكم الزنى الرجم والجلد ولكن في الوجود الإنساني محل يقتضى الوقاع والسفاح فاهل الإرشاد يقمعون المقتضى المذكور عن ذلك المحل وكذا الحال فى الاكل والشرب وغيرهما والمرء وان كان متبحرا في العلوم ومتفننا في القوانين والرسوم فان كان لم يصلح حاله بالعمل في تزكية النفس وتصفية القلب فانه لا يعتبر بل جهله اغلب