وبنوا صومعته. ومنهم ما ذكره الشيخ محيى الدين ابن العربي قدس سره قال قلت لبنتى زينب مرة وهى فى سن الرضاعة قريبا عمرها من سنة ما تقولين فى الرجل يجامع حليلته ولم ينزل فقالت عليه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلك ثم انى فارقت تلك البنت وغبت عنها سنة فى مكة وكنت أذنت لوالدتها فى الحج وجاءت مع الحج الشامي فلما خرجت لملاقاتها رأتنى من فوق الجمل وهى ترضع فقالت قبل ان ترانى أمها هذا ابى وضحكت ورمت نفسها الىّ كما فى انسان العيون إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ الشرطية محكية على ارادة القول كأنه قيل وشهد شاهد من أهلها فقال ان كان قميصه وجمع بين ان الذي هو للاستقبال وبين كان لان المعنى ان يعلم ان قميصه قد من قبل اى من قدام فالشرط وان كان ماضيا بحسب اللفظ لكنه فى تأويل المضارع فان قلت كيف اطلق الشهادة على تقوّل هذه الشرطية مع ان الشهادة فى عرف الشرع عبارة عن الاخبار بثبوت حق الغير على غيره بلفظ اشهد قلت هذه الشرطية تقوم مقام الشرطية وتؤدى مؤداها من حيث ان تقولها ثبت به صدق يوسف وبطل قولها فَصَدَقَتْ اى فقد صدقت زليخا فى قولها وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ فى قوله لانه إذا طلبها دفعته عن نفسها فشقت قميصه من قدام او يسرع خلفها ليدركها فيتعثر بذيله فينشق جيبه وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ من خلف فَكَذَبَتْ فى قولها وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ لانه يدل على انها تبعته فاجتذبت ثوبه فقدته فَلَمَّا رَأى العزيز قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ وعلم براءة يوسف وصدقه كما قال الجامى
عزيز از طفل چون كوش اين سخن كرد ... روان تفتيش حال پيرهن كرد
چوديد از پس دريده پيرهن را ... ملامت كرد آن مكاره زن را
قالَ إِنَّهُ اى الأمر الذي وقع فيه التشاجر مِنْ كَيْدِكُنَّ من جنس حيلتكن ومكر كن أيتها النساء لا من غير كن فخجلت زليخا وتعميم الخطاب للتنبيه على ان ذلك خلق لهن عريق إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ فانه الصق واعلق بالقلب وأشد تأثيرا فى النفس اى من كيد الرجال فعظم كيد النساء على هذا بالنسبة الى كيد الرجال ولان الشيطان يوسوس مسارقة وهن يواجهن به الرجال فالعظم بالنسبة الى كيد الشيطان وعن بعض العلماء انا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان فانه تعالى يقول إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً وقال للنساء إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
ز كيد زن دل مردان دو نيمست ... زنانرا كيدهاى بس عظيمست
عزيزانرا كند كيد زنان خوار ... بكيد زن بود دانا كرفتار
ز مكر زن كسى عاجز مبادا ... زن مكاره خود هركز مبادا
يُوسُفُ اى قال العزيز يا يوسف أَعْرِضْ عَنْ هذا الأمر وعن التحديث به واكتمه حتى لا يشيع فيعيرونى
قدم از راى غمازى بدر نه ... كه باشد پرده پوش از پرده در به
وَاسْتَغْفِرِي أنت يا زليخا لِذَنْبِكِ الذي صدر عنك وثبت عليك إِنَّكِ كُنْتِ