عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى خير مما اوتى آل داود ومرّ سليمان بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال هذه دار هجرة نبى فى آخر الزمان طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتبعه وطوبى لمن اقتدى به حَتَّى ابتدائية وغاية للسير المنبئ عنه قوله (فَهُمْ يُوزَعُونَ) كأنه قيل فساروا حتى إِذا أَتَوْا أشرفوا عَلى وادِ النَّمْلِ وأتوه من فوق وقال بعضهم تعدية الفعل بكلمة على لما ان المراد بالإتيان عليه قطعه من قولهم اتى على الشيء إذا أنفده وبلغ آخره ولعلهم أرادوا ان ينزلوا عند منتهى الوادي إذ حينئذ يخافهم ما فى الأرض لا عند مسيرهم فى الهواء كما فى الإرشاد وسيجيئ غير هذا. والوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء. والنمل معروف الواحدة نملة: بالفارسية [مور] سميت نملة لتنملها وهى كثرة حركتها وقلة قوائمها ومعنى وادي النمل واد يكثر فيه النمل كما يقال بلاد الثلج يكثر فيه الثلج والمراد هنا واد بالشام او بالطائف كثير النمل والمشهور انه النمل الصغير وقيل كان نمل ذلك المكان كالذئاب والبخاتي ولذا قال بعضهم فى وادي النمل هو واد يسكنه الجن والنمل مراكبهم قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ جواب إذا كأنها لما رأتهم متوجهين الى الوادي فرت منهم فصاحت صيحة نبهت بها سائر النمل الحاضرة فتبعتها فى الفرار فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك اجروا مجراهم حيث جعلت هى قائلة وما عداها من النمل مقولا لهم مع انه لا يمتنع ان يخلق الله فيها النطق وفيما عداها العقل والفهم. وكانت نملة عرجاء لها جناحان فى عظم الديك او النعجة او الذئب وكانت ملكة النمل: يعنى [مهتر مورچكان آن وادي بود] واسمها منذرة او طاخية او جرمى سميت بهذا الاسم فى التوراة او فى الإنجيل او فى بعض الصحف الالهية سماها الله تعالى بهذا الاسم وعرفها به الأنبياء قبل سليمان وخصت بالتسمية لنطقها والا فكيف يتصور ان يكون للنملة اسم علم والنمل لا يسمى بعضهم بعضا ولا يتميز للآدميين صورة بعضهم من بعض حتى يسمونهم ولا هم واقعون تحت ملك بنى آدم كالخيل والكلاب ونحوهما كما فى كتاب التعريف والاعلام للسهيلى رحمه الله. ونملة مؤنث حقيقى بدليل لحوق علامة التأنيث فعلها لان نملة تطلق على الذكر والأنثى فاذا أريد تمييزها احتيج الى مميز خارجى نحو نملة ذكر ونملة أنثى وكذلك لفظة حمامة ويمامة من المؤنثات اللفظية ذكر الامام ان قتادة دخل الكوفة فالتفت عليه الناس فقال سلوا عما شئتم وكان ابو حنيفة حاضرا وهو غلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثى فسألوه فافحم فقال ابو حنيفة كانت أنثى فقيل له من اين عرفت فقال من كتاب الله وهو قوله (قالَتْ نَمْلَةٌ) ولو كان ذكرا لقال قال نملة وذلك ان النملة مثل الحمامة والشاة فى وقوعها على الذكر والأنثى فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثى وهو وهى ولا يجوز ان يقال قامت طلحة ولا حمزة لا يَحْطِمَنَّكُمْ لا يكسرنكم فان الحطم هو الكسر وسمى حجر الكعبة الحطيم لانه كسر منها سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ الجملة استئناف او بدل من الأمر لا جواب له فان النون لا تدخله فى السعة وهو نهى لهم عن الحطم والمراد نهيها عن التوقف والتأخر فى دخول مساكنهم بحيث يحطمونها: يعنى [بحيثيتى كه عرضه تلف شوند] فان قلت