جمع الجند يقال للعسكر الجند اعتبارا بالغلظ من الجند للارض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكل مجتمع جند نحو الأرواح جنود مجندة قال فى كشف الاسرار الجند لا يجمع وانما قال جنوده لاختلاف أجناس عساكره مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فكل جنس من الخلق جند على حدة قال تعالى (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) فالبعوض لنمرود جند والأبابيل لاصحاب الفيل جند والهدهد لعسكر عوج جند والعنكبوت والحمامة لرسول الله عليه السلام جند وعلى هذا والمعنى اخرج لسليمان وجمع له عساكره فى مسير وسفر كان له من الشام الى طرف اليمن وفى فتح الرحمن من إصطخر الى اليمن وإصطخر بكسر الهمزة وفتح الطاء بلدة من بلاد فارس كانت دار السلطنة لسليمان عليه السلام من الجن والانس والطير بمباشرة الرؤساء من كل جنس لانه كان إذا أراد سفرا امر فجمع له طوائف من هؤلاء الجنود وتقديم الجن للمسارعة الى الإيذان بكمال قوة ملكه من أول امر لما ان الجن طائفة طاغية بعيدة من الحشر والتسخير فَهُمْ يُوزَعُونَ الوزع بمعنى الكف والمنع عن التفرق والانتشار والوازع الذي يكف الجيش عن التفرق والانتشار ويكف الرعية عن التظالم والفساد وجمعه وزعة. والمعنى يحبس اوائلهم على أواخرهم ليتلاحقوا ويجتمعوا ولا ينتشروا كما هو حال الجيش الكثير وكان لكل صنف من جنوده وزعة ومنعة ترد أولاهم على أخراهم صيانة من التفرق [ودرين اشارت هست كه ايشان با وجود كثرت عدد مهمل و پريشان نبودند بلكه ضبط وربط ايشان بمرتبه بود كه هيچكس از لشكريان از مقر مقرر خود پيش و پس نتوانستى رفت] ويجوز ان يكون ذلك لترتيب الصفوف كما هو المعتاد كما قال فى المختار الوازع الذي يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر وتخصيص حبس اوائلهم بالذكر دون سوق أواخرهم مع ان التلاحق يحصل بذلك ايضا لما ان أواخرهم غير قادرين على ما يقدر عليه اوائلهم من السير السريع وهو إذا لم يسيرهم بتسيير الريح فى الجو وفى كشف الاسرار (فَهُمْ يُوزَعُونَ) اى يكفون عن الخروج والطاعة ويحبسون عليها وهو قوله تعالى (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) انتهى- روى- ان معسكره عليه السلام كان مائة فرسخ فى مائة خمسة وعشرون للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للطير وخمسة وعشرون للوحش وكان له الف بيت من القوارير مصنوعة على الخشب فيها ثلاثمائة منكوحة سبعمائة سرية وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا فى فرسخ وكان يوضع منبره فى وسطه وهو من ذهب فيقعد عليه وحوله ستمائة الف كرسى من ذهب وفضة فتقعد الأنبياء على كراسى الذهب والعلماء على كراسى الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظله الطير بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس وترفع ريح الصبا البساط فتسير به مسيرة شهر- ويروى- انه كان يأمر الريح العاصف تحمله ويأمر الرخاء تسيره فاوحى الله تعالى اليه وهو يسير بين السماء والأرض انى قد زدت فى ملكك ان لا يتكلم بشىء الا ألقته الريح فى سمعك فيحكى انه مرّ بحراث فقال لقد اوتى آل داود ملكا عظيما فالتقه الريح فى اذنه فنزل ومشى الى الحراث وقال انما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر