الحمل يشتد حتى دخل فى الغنم ولم تصبه كدمة فأنزل الله على رسوله بمكة وانه كان رجال إلخ قال مقاتل كان أول من نعوذ بالجن قوم من اهل اليمن ثم من حنيفة ثم فشا ذلك فى العرب فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه قال إذا كنت بواد تخاف فيه السبع فقل أعوذ بدانيال وبالحب من شر الأسد انتهى أشار بذلك الى مارواه البيهقي فى الشعب ان دانيال طرح فى الجب وألقيت عليه السباع فجعلت السباع تلحسه وتبصبص اليه فأتاه رسول فقال يا دانيال فقال من أنت قال أنا رسول ربك إليك أرسلنى إليك بطعام فقال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره (وروى) ابن ابى الدنيا ان بخت نصر ضرى أسدين وألقاهما فى جب وجاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يضراه وذكر قصته فلما ابتلى دانيال بالسباع جعل الله الاستعاذة به فى ذلك تمنع الشر الذي لا يستطاع كما فى حياة الحيوان فعلم من ذلك ان الاستعاذة بغير الله مشروعة فى الجملة لكن بشرط التوحيد واعتقاد التأثير من الله تعالى قال القاشاني فى الآية اى تستند القوى الظاهرة الى القوى الباطنة وتتقوى بها فزاوهم غشيان المحارم وإتيان المناهي بالدواعي الوهمية والنوازع الشهوية والغضبية والخواطر النفسانية وَأَنَّهُمْ اى الانس ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ ايها الجن على انه كلام مؤمنى الجن للكفار حين رجعوا الى قومهم منذرين فكذبوهم او الجن ظنوا كما ظننتم أيها الكفرة على انه كلام الله تعالى أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً ان هى المخففة والجملة سادة مسد مفعولى ظنوا واعمل الاول على ما هو مذهب الكوفيين لان ما فى كما ظننتم مصدرية فكان الفعل بعدها فى تأويل المصدر والفعل أقوى من المصدر فى العمل والظاهر ان المراد بعثة الرسالة اى لن يبعث الله أحدا بالرسالة بعد عيسى او بعد موسى يقيم به الحجة على الخلق ثم انه بعث إليهم محمدا عليه السلام خاتم النبيين فآمنوا به فافعلوا أنتم يا معشر الجن مثل ما فعل الانس وقيل بعد القيامة اى لن يبعث الله أحدا بعد الموت للحساب والجزاء.
يقول الفقير فيه اشارة الى أهل الغفلة من الانس والجن فانهم يظنون بالله ظن السوء ويقولون ان الله لا يبعث أحدا من نوم الغفلة بل يبقيه على حاله من الاستغراق فى اللذات والانهماك فى الشهوات ولا يدرون ان الله تعالى يبعث من فى القبور مطلقا ويحيى أجسادهم وقلوبهم وأرواحهم بالحياة الباقية لان اهل النوم لانقطاع شعورهم لا يعرفون حال اهل اليقظة وفيه اثبات العجز لله تعالى والله على كل شىء قدير وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ اى طلبنا بلوغ السماء لاستماع ما يقول الملائكة من الحوادث او خبرها للافشاء بين الكهنة واللمس مستعار من المس للطلب شبه الطلب بالمس واللمس باليد فى كون كل واحد منهما وسيلة الى تعرف حال الشيء فعبر عنه بالمس واللمس قال الراغب اللمس ادراك بظاهر البشرة كالمس ويعبر به عن الطلب قال فى كشف الاسرار ومنه الحديث الذي ورد ان رجلا قال لرسول الله عليه السلام ان امرأتى لا تدع عنها يد لامس اى لا ترديد طالب حاجة صفرا يشكوا تضييعها ماله فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً اى حراسا وحفظه وهم الملائكة يمنعونهم عنها اسم جمع لحارس بمعنى حافظ كخدم لخادم مفرد اللفظ ولذلك قيل شَدِيداً اى قويا ولو كان جمعا