للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماع قول الكافرين فى الله ما لا ينبغى كذا فى الفتوحات واعلم ان خلق النبي عليه السلام كان القرآن فانظر فى تلاوتك الى كل صفة مدح الله بها عباده فافعلها او اعزم على فعلها وكل صفة ذم الله بها عباده على فعلها فاتركها او اعزم على تركها فان الله تعالى ما ذكر لك ذلك وأنزله فى كتابه الا لتعمل به فاذا حفظت القرآن عن تضييع العمل به كما حفظته تلاوة فانت الرجل الكامل فَمَنِ اهْتَدى باتباعه إياي فيما ذكر من العبادة والإسلام وتلاوة القرآن فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ فان منافع اهتدائه عائدة اليه لا الى غيره وَمَنْ ضَلَّ بمخالفتى فيما ذكر فَقُلْ فى حقه إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ فقد خرجت من عهدة الانذار والتخويف من عذاب الله وسخطه فليس علىّ من وباله شىء وانما هو عليه فقط ويجوز ان يكون معنى وان اتلو القرآن وان أواظب على تلاوته للناس بطريق تكرير الدعوة فمعنى قوله فمن اهتدى حينئذ فمن اهتدى بالايمان والعمل بما فيه من الشرائع والاحكام ومن ضل بالكفر به والاعراض عن العمل بما فيه. وهذه الآية منسوخة بآية السيف وفى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان نور القرآن يربى جوهر الهداية والضلالة فى معدن قلب الإنسان السعيد والشقي كما يربى ضوء الشمس الذهب والحديد فى المعادن يدل عليه قوله تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) وقال عليه السلام (الناس كمعادن الذهب والفضة) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ اى على ما أفاض علىّ من نعمائه التي أجلها نعمة النبوة والقرآن سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها اى فتعرفون انها آيات الله حين لا تنفعكم المعرفة وقال مقاتل سيريكم آياته عن قريب الأيام فطوبى لمن رجع قبل وفاته والويل على من رجع بعد ذهاب الوقت: قال الشيخ سعدى قدس سره

كنون بايد اى خفته بيدار بود ... چومرك اندر آرد ز خوابت چهـ سود

تو غافل در انديشه سود ومال ... كه سرمايه عمر شد پايمال

كرت چشم عقلست وتدبير كور ... كنون كن كه چشمت نخوردست مور

كنون كوش كاب از كمر در كذشت ... نه وقتى كه سيلاب از سر كذشت

سكندر كه بر عالمى حكم داشت ... در ان دم كه بگذشت عالم كذشت

ميسر نبودش كزو عالمى ... ستانند ومهلت دهندش دمى

وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ كلام مسوق من جهته تعالى مقرر لما قبله من الوعد والوعيد كما ينبئ عنه اضافة الرب الى ضمير النبي عليه السلام وتخصيص الخطاب اولا به وتعميمه ثانيا للكفرة تغليبا اى وما ربك بغافل عما تعمل أنت من الحسنات وما تعملون أنتم ايها الكفرة من السيئات لان الغفلة التي هى سهو يعترى من قلة التحفظ والتيقظ لا يجوز عليه تعالى فيجازى كلا منكم بعمله وكيف يغفل عن أعمالكم وقد خلقكم وما تعملون كما خلق الشجرة وخلق فيها ثمرتها فلا يخفى عليه حال اهل السعادة والشقاوة وانما يمهل لحكمة لا لغفلة وانما الغفلة لمن لا يتنبه لهذا فيعصى الله بالشرك وسيآت الأعمال وأعظم الأمراض القلبية نسيان الله ولا ريب ان علاج امر انما هو بضده وهو ذكر الله- حكى- ان ابراهيم بن أدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>