وصفية وجويرية فكان يقسم لهن ما شاء وآوى اليه اربع عائشة وحفصة وزينب وأم سلمة فكان يقسم بينهن سواء. ويروى انه عليه السلام لم يخرج أحدا منهن عن القسم بل كان يسوى بينهن مع ما اطلق له وخير فيه الاسودة فانها رضيت بترك حقها من القسم ووهبت ليلتها لعائشة وقالت لا تطلقنى حتى احشر فى زمرة نسائك ذلِكَ اى ما ذكر من تفويض الأمر الى مشيئتك أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ [نزديكتر است بآنكه روشن شود چشمهاى ايشان] فاصله من القر بالضم وهو البرد وللسرور دمعة قارة اى باردة وللحزن دمعة حارة او من القرار اى تسكن أعينهن ولا تطمح الى ما عاملتهن به قال فى القاموس قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة
وتضم وقرورا بردت وانقطع بكاؤها او رأت ما كانت متشوفة اليه وقر بالمكان يقر بالكسر والفتح قرارا ثبت وسكن كاستقر وَلا يَحْزَنَّ [واندوهناك نشوند] وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ [وخوشنود باشند بآنچهـ دهى ايشانرا يعنى چون همه دانستند كه آنچهـ تو ميكنى از ارجاء وايوا. وتقريب وتبعيد بفرمان خداست ملول نميشوند] قوله كلهن بالرفع تأكيد لفاعل يرضين وهو النون اى اقرب الى قرة عيونهن وقلة حزنهن ورضاهن جميعا لانه حكم كلهن فيه سواء ثم ان سويت بينهن وجدن ذلك تفضلا منك وان رجحت بعضهن علمن انه بحكم الله فتطمئن به نفوسهن ويذهب التنافس والتغاير فرضين بذلك فاخترنه على الشرط ولذا قصره الله عليهن وحرم عليه طلاقهن والتزوج بسواهن وجعلهن أمهات المؤمنين كما فى تفسير الجلالين وَاللَّهُ وحده يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ من الضمائر والخواطر فاجتهدوا فى إحسانها وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً مبالغا فى العلم فيعلم ما تبدونه وما تخفونه حَلِيماً لا يعاجل بالعقوبة فلا تغتروا بتأخيرها فانه امهال لا إهمال
نه كردن كشانرا بگيرد بفور ... نه عذر آورانرا براند بجور
مكن يك نفس كار بد اى پسر ... چهـ دانى چهـ آيد بآخر بسر
وفى التأويلات النجمية لما انسلخت نفسه عليه السلام عن صفاتها بالكلية لم يبق له ان يقول يوم القيامة نفسى نفسى ومن هنا قال (اسلم شيطانى على يدى) فلما اتصفت نفسه بصفات القلب وزال عنها الهوى حتى لا ينطق بالهوى اتصفت دنياه بصفات الآخرة فحل له فى الدنيا ما يحل لغيره فى الآخرة لانه نزع من صدره فى الدنيا غل ينزع من صدره غيره فى الآخرة كما قال (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وقال فى حقه (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) يعنى نزع الغل منه فقال الله تعالى له فى الدنيا (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ) إلخ اى على من تتعلق به إرادتك ويقع عليه اختيارك فلا حرج عليك ولا جناح كما يقول لاهل الجنة (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ)(وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً) فى الأزل بتأسيس بنيان وجودك على قاعدة محبوبيتك ومحبيتك (حَلِيماً) فيما صدر منك فيحلم عنك ما لم يحلم عن غيرك انتهى قيل انما لم يقع ظله عليه السلام على الأرض لانه نور محض وليس للنور ظل وفيه اشارة الى انه أفنى الوجود الكونىّ الظلىّ وهو متجسد فى صورة البشر ليس له ظلمة المعصية وهو مغفور عن اصل قال بعض الكبار ليس فى مقدور البشر