وفرار ونفحة وجذبة واشارة وبشارة وتعبير وتفسير وتعسير وتيسير وأودع فى قصته ما لم يودع فى غيرها من اللطائف وانواع المعاملات مما يروح الأرواح ويهيج الأشباح يقول الفقير لا يبعد ان يقال ان قصة يوسف احسن الأقاصيص السالفة فى سورة هود فى باب تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وفى نفسها ايضا إذ ما يتعلق بالمحبوب محبوب وما ينبئ عن الأحسن احسن كما قال المولى الجامى
بس دلكش است قصه خوبان وزان ميان ... تو يوسفى وقصه تو احسن القصص
وسيجيئ ذكر الملاحة المتعلقة بجناب يوسف وحضرة الرسالة عليهما السلام وقال بعضهم هى أول قصة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى او جز لفظا واجمع معنى مترجمة فى الحقيقة عن اسرار الوراثة والخلافة والروح والقلب والقوى وتصفية النفس الامارة التي ظهرت. اولا فى صورة زليخا ثم أسلمت وتزكت وصفت الى ان وصلت
الى مقام الرضى والامتنان بعد همها باماريتها ثم اجتمعت بالروح اليوسفى بعد انقياد قواها فى صورة الاخوة وقال فى التأويلات النجمية انما كانت احسن القصص لان لها مناسبة ومشابهة بأحوال الإنسان ورجوعه الى الله ووصوله اليه وذلك لانها تشير الى معرقة تركيب الإنسان من الروح والقلب والسر والنفس وحواسه الخمس الظاهرة وقواء الست الباطنة والبدن وابتلائه بالدنيا وغير ذلك الى ان يبلغ الإنسان أعلى مراتبه فاشارة يوسف الى القلب ويعقوب الى الروح وراحيل الى النفس واخوة يوسف الى القوى والحواس ثم ان القرآن مع اشتماله على مثل هذه القصة البديعة وغيرها من عجائب البيان طعن فيه الكفار لكونهم عن غير اولى الابصار: وفى المثنوى
چون كتاب الله بيامد هم بران ... اينچنين طعنه زدند آن كافران
كه أساطير است وافسانه نژند ... نيست تعميقى وتحقيقي بلند
ذكر يوسف ذكر زلف و پرچمش ... ذكر يعقوب وزليخاى غمش
ونعم ما قال حضرة الشيخ السعدي قدس سره
كسى بديده انكار اگر نگاه كند ... نشان صورت يوسف دهد بنا خوبى
بِما أَوْحَيْنا متعلقة بنقص وما مصدرية اى بايحائنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ مخففة من الثقيلة اى وان الشان كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل ايحائنا إليك هذا القرآن لَمِنَ الْغافِلِينَ الغفلة عن الشيء هى ان لا يخطر ذلك بباله اى لمن الغافلين عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك قط وهو تعليل لكونه موحى والتعبير عن عدم العلم بالغفلة لاجلال شأنه عليه السلام كما فى الإرشاد فليست هى الغفلة المتعارفة بين الناس ولله ان يخاطب حبيبه بما شاء ألا ترى الى قوله ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وقوله وَوَجَدَكَ ضَالًّا ونحو هما فان مثل هذا التعبير انما هو بالنسبة الى الله تعالى وقد تعارفه العرب من غير ان يخطر ببالهم نقص ويجب علينا حسن الأداء فى مثل هذا المقام رعاية للادب فى التعبير وتقرير