للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كسائر المياه والسيول المعتادة التي ربما يتقى منها بالصعود الى الربى وجهلا بان ذلك انما كان لإهلاك الكفرة ان لا محيص من ذلك سوى الالتجاء الى ملجإ المؤمنين قالَ نوح لا عاصِمَ ذاتا وصفة الْيَوْمَ زاد اليوم تنبيها على انه ليس كسائر الأيام التي تقع فيها الوقائع التي ربما يخلص من ذلك بالالتجاء الى بعض الأسباب مِنْ أَمْرِ اللَّهِ اى عذابه الذي هو الطوفان وفيه تنبيه لابنه على خطاه فى تسميته ماء وتوهمه انه كسائر المياه التي يتفصى منها بالهرب الى بعض الامكنة المرتفعة وتمهيد لحصر العصمة فى جنابه عز جاره بالاستثناء كأنه قيل لا عاصم من امر الله الا هو وانما قيل إِلَّا مَنْ رَحِمَ اى الا الراحم وهو الله تعالى تفخيما لشأنه الجليل بالإبهام ثم التفسير وبالإجمال ثم التفصيل واشعارا بعلية رحمته

فى ذلك بموجب سبقها على غضبه فهو استثناء متصل وعاصم على معناه وقيل بمعنى المعصوم كقوله تعالى مِنْ ماءٍ دافِقٍ اى مدفوق وعيشة راضية بمعنى مرضية اى لا معصوم من عذاب الله الا من رحم الله وقيل لا عاصم بمعنى لاذا عصمة على حذف المضاف على ان يكون بناء النسبة وذو عصمة يطلق على عاصم وعلى معصوم والمراد هنا المعصوم فهو مصدر من عصم المبنى للمفعول ويكون من رحم بمعنى المرحومين والاستثناء متصلا كالاولين لان المرحوم من جنس المعصوم وَحالَ [وحائل شد] بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ اى بين نوح وبين ابنه فانقطع ما بينهما من المجاوبة فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ من المهلكين بالماء وفيه دلالة على هلاك سائر الكفرة على ابلغ وجه فكان ذلك امرا مقرر الوقوع غير مفتقر الى البيان وفى إيراد كان دون صار مبالغة فى كونه منهم: وفى المثنوى

همچوكنعان كآشنا ميكرد او ... كه نخواهم كشتىء نوح عدو

هين بيا در كشتى بابا نشين ... تا نكردى غرق طوفان اى مهين

كفت نى من آشنا آموختم ... من بجز شمع تو شمع افروختم

هين مكن كين موج طوفان بلاست ... دست و پاى آشنا امروز لاست

باد قهرست وبلاي شمع كش ... جز كه شمع حق نمى بايد خمش

كفت مى رفتم بران كوه بلند ... عاصمست آن كه مرا از هر كزند

هين مكن كه كوه كاهست اين زمان ... جز حبيب خويش را ندهد أمان

كفت من كى پند تو بشنوده ام ... كه طمع كردى كه من زين دوده ام

خوش نيامد كفت تو هركز مرا ... من برى ام از تو در هر دو سرا

اين دم سرد تو در كوشم نرفت ... خاصه اكنون كه شدم دانا وزفت

كفت بابا چهـ زيان دارد اگر ... بشنوى يكبار تو پند پدر

همچنين مى كفت او پند لطيف ... همچنان ميكفت او دفع عنيف

نى پدر از نصح كنعان سير شد ... نى دمى در كوش ان ادبير شد

اندرين كفتن بدند وموج تيز ... بر سر كنعان زد وشد ريز ريز

وقيل انه بنى قبة فى أعلى الجبل وسدها عليه حتى لا يدخل فيها ماء فجاءه البول فبال داخل

<<  <  ج: ص:  >  >>