عن لا استعطائى كما يقال سألته درهما لان السؤال قد يكون لاقتضاء معنى فى نفس المسئول فبتعدى إذ ذاك بعن كما قال سلى ان جهلت الناس عنى وعنهمو وقد يكون لاقتضاء مال ونحوه فيتعدى إذ ذاك الى المفعولين كالمثال المذكور. والنفل الزيادة وسميت الغنيمة به لانها عطية من الله زائدة على ما هو الاجر فى الجهاد من الثواب الأخروي وعلى ما أعطاه لسائر الأمم حيث لم بحل لهم الغنائم وكانت تنزل نار من السماء فتأكلها والنافلة من الصلاة مازاد على الفرض ويقال لولد الولد نافلة لانه زيادة على الولد ويطلق على ما يشرطه الامام لمقتحم خطر عطية له وزيادة على سهمه من الغنم- روى- ان المسلمين اختلفوا فى غنائم بدر وفى قسمتها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقسم والى اين تصرف ومن الذين يتولون قسمتها أهم المهاجرون أم الأنصار أم هم جميعا فنزلت فضمير يسألون لاصحاب بدر لتعينهم حال نزول الآية فلا حاجة الى سبق الذكر صريحا. والمعنى يستفتونك فى حكم الأنفال قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ اى أمرها وحكمها مختص به تعالى يقسمها الرسول كيفما امر به من غير ان يدخل فيه رأى أحد قال الحدادي اضافة الغنائم الى الله على جهة التشريف لها واضافتها الى الرسول لانه كان بيان حكمها وتدبيرها اليه فَاتَّقُوا اللَّهَ اى إذا كان امر الغنائم لله ورسوله فاتقو الله تعالى واجتنبوا ما كنتم فيه من المشاجرة فيها والاختلاف الموجب لسخطه تعالى وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ذات البين هى الأحوال التي تقع بين الناس كما ان ذات الصدور هى المضرات الكائنة فيها وذات الإناء هى ما حل فيه من الطعام والشراب ولما كان ما حل فى الشيء ملابسا له قيل انه صاحب محله وذوه مثل ان يقال اسقني ذا انائك اى الماء الذي فيه اى وأصلحوا ما بينكم من الأحوال بالمواساة والمساعدة فيما رزقكم الله تعالى وتفضل به عليكم وذلك لان المقاتلة قالوا لنا الغنائم وأرادوا ان لا يواسوا الشيوخ والوجوه الذين كانوا عند الرايات قال عبادة بن الصامت نزلت فينا معشر اصحاب بدر حين اختلفنا فى النفل وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا فجعله لرسوله فقسمه بين المسلمين على السواء وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ بتسليم امره ونهيه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ متعلق بالأوامر الثلاثة والمراد بالايمان كماله فان اصل الايمان لا يتوقف على التحلي بمجموع تلك الأمور كلها بل يتحقق بمجرد الطاعة بقبول ما حكم الله ورسوله به والاعتقاد بحقيته. والمعنى ان كنتم كاملى الايمان فان كمال الايمان يدور على هذه الخصال الثلاث واعلم ان كثرة السؤال توجب الملال ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات والمنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال) ففى الحديث فوائد. منها النهى عن عقوق الوالدين لانه من الكبائر وانما اقتصر على الام اكتفاء بذكر أحدهما كقوله تعالى وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ او لان حقها اكثر وخدمتها أوفر. وفيه نهى عن وأد البنات وهو فعل الجاهلية كان الواحد منهم إذا ولد له ابن تركه وإذا ولد له بنت دفنها حية وانما حملهم على ذلك خوف الاملاق ودفع العار والانفة عن أنفسهم وأراد بالمنع الامتناع عن أداء ما يجب ويستحب. وبهات الاقدام على أخذ ما يكره ويحرم. وفيه نهى عن المقاولة