ان قوما تخلفوا عن اتباعه عليه السلام لان لو لانتفاء الجواب لانتفاء الشرط وقوله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ دل على ان ذلك التخلف كان بإذن رسول الله والعفو يستدعى سبق الخطأ وهذا الخطأ ليس من قبيل الذنب بل من ترك الاولى والأفضل الذي هو التأنى والتوقف الى انجلاء الأمر وانكشاف الحال. فقوله عفا خبر: يعنى [در گذار پند خداى از تو] . وقوله لم أذنت لهم بيان لما أشير اليه بالعفو من ترك الاولى وانما قدم الله العفو على العتاب تصديقا وتحقيقا لقوله تعالى لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وقوله لم أذنت لهم ما كان على وجه العتاب حقيقة بل كان على اظهار لطفه به وكمال رأفته فى حقه كما فى التأويلات النجمية قال سفيان ابن عيينة انظروا الى هذا اللطف بدا بالعفو قبل ذكر المعفو ولقد اخطأ وأساء الأدب وبئسما فعل فيما قال
وكتب من زعم ان الكلام كناية عن الجناية وان معناه اخطأت وبئسما فعلت كما فى الإرشاد ويجوز ان يكون إنشاء كما قال الكاشفى فى تفسيره عَفَا اللَّهُ عَنْكَ [دعاء له است حق سبحانه وتعالى پيغمبر خود را ميفرمايد كه عفو كناد از تو خداى وعادت مردم مى باشد كه دعا كند كسى را بعفو ورحمت ومغفرت بي وقوع خطايى از وى چنانچهـ مثلا يكى تشنه را آب دهد او در جواب ميگويد غفر الله لك يا در جواب عاطس ميگويد يرحمك الله] انتهى أقول ولقد أصاب فى تفسيره وأجاد فى تقريره فان خطأ النبي عليه السلام وسهوه ونسيانه ليس من قبيل خطأ الامة وسهوهم ونسيانهم فالاولى للتأدب ان يسكت عما يشين بحاله او لا يليق بكماله حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا اى فيما أخبروا به عند الاعتذار من عدم الاستطاعة من جهة المال او من جهة البدن او من جهتهما معا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ فى ذلك فتعامل كلا من الفريقين بما يستحقه وهو بيان لذلك الاولى والأفضل. وحتى متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام تقديره لم سارعت الى الاذن لهم وهلا أخرتهم وتأنيت الى ان يتبين الأمر وينجلى او ليتبين كما هو قضية الجزم فحتى بمعنى الى او بمعنى اللام ولا يجوز ان يتعلق بأذنت لان ذلك يوجب ان يكون اذن لهم الى هذه الغاية او لاجل التبين وهذا لا يعاتب عليه واعلم ان الآية الاولى اشارت الى ان من كان مطلوبه الدنيا وزينتها يجد له مساعدا ومصاحبا كثيرا ومن كان مطلوبه الحق والوصول اليه لا يجد له مرافقا وموافقا الا اقل من القليل لصعوبة الانقطاع عن الحظوظ والأماني: وفى المثنوى
حفت الجنة بمكروهاتنا ... حفت النيران من شهواتنا
يعنى جعلت الجنة محفوفة بالأشياء التي كانت مكروهة لنا وجعلت لنار محاطة بالأمور التي كانت محبوبة لنا وإتيان الحظوظ أسهل من تركها ولذا ترى الرجل يدخل النار بألف درهم ولا يدخل الجنة بدرهم واحد والآية الاخيرة أفادت التحري والتأنى فى الأمور وفى حديث انس رضى الله عنه ان رجلا قال للنبى أوصني فقال النبي عليه السلام (خذ الأمر بالتدبر فان رأيت فى عاقبته خيرا فامضه وان خفت غيا فامسك) والعجلة صفة من صفات الشيطان- روى- انه لما رأى خلقة آدم من الطين قبل ان ينفخ فيه الروح عجل فى امره وقال وعزة ربى ان جعل هذا خيرا وفضله على فلا أطيعه وان جعلنى خيرا منه لاهلكنه فلما نفخ فيه الروح وامر الملائكة