هست نرمى آفت جان سمور ... وز درشتى ميبرد جان خارپشت
قال عطاء نسخت هذه الآية كل شىء من العفو والصفح لان لكل وقت حكما وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جملة مستأنفة لبيان آجل أمرهم اثر بيان عاجله وَبِئْسَ الْمَصِيرُ اى بئس الموضع موضعهم الذي يصيرون اليه ويرجعون. والفرق بين المرجع والمصير ان المصير يجب ان يخالف الحالة الاولى ولا كذلك المرجع وفى الحديث (أوصيك بتقوى الله فانها رأس أمرك) يعنى اصل الطاعة وهو الخوف من الله تعالى فان المرء لا يميل الى الطاعة ولا يرغب عن المعصية الا بالتقوى فاذا غرس شجرة التقوى فى القلب تميل أطراف الإنسان الى جانب الحسنات ولا يقدم على ارتكاب السيئات (وعليك بالجهاد فانه رهبانية أمتي) الرهبانية الخصال المنسوبة الى الرهبان من التعبد فى الصوامع والغيران وترك أكل اللحم والطيبات ولبس الخاص من الثياب فقد أفاد النبي عليه السلام ان الثواب الذي يحصل للامم السالفة بالرهبانية يحصل لهذه الامة المرحومة بالغزو وان لم يترهبوا بل رب آكل ما يشتهيه خير من صائم نبت حب الدنيا فيه: قال السعدي قدس سره
خورنده كه خيرى بر آيد ز دست ... به از صائم الدهر دنيا پرست
قال الأوزاعي خمس كان عليها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لزوم الجماعة
واتباع السنة وعمارة المسجد وتلاوة القرآن والجهاد فى سبيل الله وفى الحديث (أفضل رجال أمتي الذين يجاهدون فى سبيل الله وأفضل نساء أمتي اللاتي لا يخرجن من البيوت الا لامر لا بد لهن منه) وفى الحديث (اتقوا أذى المجاهدين فى سبيل الله فان الله تعالى يغضب لهم كما يغضب للرسل ويستجيب لهم كما يستجيب للرسل) وفى الحديث (إذا أخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم) دل هذا على ان ترك الجهاد والاعراض عنه والسكون الى الدنيا خروج من الدين وكفى بهذا اثما وذنبا مبينا وفى الآية اشارة الى القلب الذي له نبأ من مقام الأنبياء يأمره بالجهاد مع كفار النفس وصفاتها وهذا مقام المشايخ يجاهدون مع نفوسهم او نفوس مريدهم كما قال عليه السلام (الشيخ فى قومه كالنبى فى أمته) : قال فى المثنوى
گفت پيغمبر كه شيخى رفته پيش ... چون نبى باشد ميان قوم خويش
فامر بالجهاد مع كافر النفس وصفاتها بسيف الصدق فجهاد النفوس بمنعها عن شهواتها واستعمالها فى عمل الشريعة على خلاف الطبيعة والنفوس بعضها كفار لم يسلموا اى لم يستسلموا للمشايخ فى تربيتها فجهادها بالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبعضها منافقون وهم الذين ادعوا الارادة والاستسلام للمشايخ فى الظاهر ولم يعرفوا بما عاهدوا عليه فجهادها بالزامها مقاساة شدائد الرياضات فى التزكية على قانونها ممتثلة أوامر الشيخ ونواهيه ولو يرى عليها الإباء والامتناع فلا ينفعها الا التشديد والغلظة كما قال تعالى وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ فالواجب ان يبالغ فى مخالفتها ومؤاخذتها فى احكام الطريقة فان فاءت الى امر الله فهو المراد والا استوجبت لما خلقت له وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ اى مرجعهم جهنم البعد