ان العرب صنف خاص من بنى آدم سواء سكن البوادي أم القرى. واما الاعراب فلا يطلق الا على من يسكن البوادي فالعرب أعم. وقيل العرب هم الذين استوطنوا المدن والقرى والاعراب اهل البدو فيكونان متباينين اى اصحاب البدو أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً من اهل الحضر لان اهل البدو تشبه الوحوش من حيث انهم مجبولون على الامتناع عن الطاعة والانقياد لان استيلاء الهواء الحار اليابس عليهم يزيدهم قساوة لقلوبهم وهى تستتبع التكبر والفخر والطيش عن الحق ولان من لم يدخل تحت تأدب مؤدب ولم يخالط اهل العلم والمعرفة ولم يستمع كتاب الله ومواعظ رسوله كيف يكون مساويا لمن أصبح وامسى فى صحبة اهل العلم والحكمة مستمعا لمواعظ الكتاب والسنة ولذا ورد فى الحديث (اهل الكفور اهل القبور) الكفور جمع كفر وهى القرية لسترها الناس. والمعنى ان سكان القرى بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع وفى الفردوس الأعلى يريد بها القرى البعيدة عن الأمصار ومجتمع اهل
العلم لكون الجهل عليهم اغلب وهم الى البدع اسرع: قال فى المثنوى
ده مرو ده مرد را أحمق كند ... عقل را بي نور وبي رونق كند
قول پيغمبر شنو اى مجتبى ... كور عقل آمد وطن در روستا
وان شئت تعرف الفرق بين اهل الحضر والبادية فقابل الفواكه الجبلية بالفواكه البستانية قال فى الإرشاد هذا من باب وصف الجنس بوصف بعض افراده كما فى قوله تعالى وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً إذ ليس كل الاعراب كما ذكر على ما ستحيط به خبرا قال الكاشفى [مراد بنو تميم وبنو اسد وغطفان واعراب حوالىء مدينه اند نه تمام اهل باديه بلكه اين جمع مخصوص] وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا اى أحق واولى ان لا يعلموا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ اى حدود العبادات والشرائع المنزلة من الله تعالى على رسوله فرائضها وسننها وذلك لكونهم ابعد عن استماع القرآن والسنن ولذلك تكره امامة الاعرابى فى الصلاة كما فى الحدادي قال العلماء إذا كان الامام يرتكب المكروهات فى الصلاة كره الاقتداء به وينبغى للناظر وولى الأمر عزله كما فى فتح القريب وَاللَّهُ عَلِيمٌ بأحوال كل من اهل الوبر والمدر حَكِيمٌ فيما يصيب به مسيئهم ومحسنهم من العقاب والثواب قال فى التأويلات النجمية ان فى عالم الإنسان بدوا وهو نفسه وحضرا وهو قلبه كما ان فى عالم الصورة بدوا وحضرا والاعراب اشارة الى النفس وهواها وهو الكفر والنفاق لها ذاتى كما ان الايمان للقلب ذاتى من فطرة الله التي فطر الناس عليها فيحتمل ان يصير القلب كافرا بسراية صفة النفس اليه فيتلوّن بلون النفس: وفى المثنوى
اندك اندك آب را دزدد هوا ... وين چنين دزددهم أحمق از شما
گر ميت را دزدد وسردى دهد ... همچنان كو زير خود سنگى نهد
كما يحتمل ان تصير النفس مؤمنة لسراية صفة القلب فتلون بلون القلب