آخر يعرف الالسنة فقال للعربى ايش تريد وللعجمى [چهـ ميخواهى] مثلا وعلم ان مراد الكل ان يأخذوا بذلك الدرهم عنبا فاخذ العارف الدرهم منهم واشترى لهم عنبا فارتفع الخلاف من بينهم. وقرىء من أنفسكم بفتح الفاء اى من أشرفكم وأفضلكم من النفاسة وبالفارسية [عزيز شدن] وشىء نفيس اى خطير وذلك لان محمدا صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب وفى كلاب يجتمع نسب أبيه وامه لان امه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وبنوا هاشم أفضل القبائل الى إسماعيل عليه السلام من جهة الخصال الحميدة وكلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر واجمع النسابون على ان قريشا انما تفرقت عن فهر فهو جماع قريش وانما سمى فهر قريشا لانه كان يقرش اى يفتش عن حاجة المحتاج فيسدها بماله وكان بنوه يقرشون اهل الموسم عن حوائجهم فيرفدونهم فسموا بذلك قريشا والرفادة طعام الحاج ايام الموسم حتى يتفرقوا فان قريشا كانت على زمن قصى تخرج من أموالها فى كل موسم شيأ فتدفعه الى قصى فيصنع به طعاما للحاج يأكل منه من لم يكن له سعة ولا زاد حتى قام بها ولده عبد مناف ثم بعد عبد مناف ولده هاشم ثم بعد هاشم ولده عبد المطلب ثم ولده ابو طالب وقيل ولده العباس ثم استمر ذلك الى زمنه صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء بعده ثم استمر ذلك فى الخلفاء الى ان انقرضت الخلافة من بغداد ثم من مصر وعن انس بن مالك رضى الله عنه (حب قريش ايمان وبغضهم كفر) وفى الحديث (عالم قريش يملأ طباق الأرض علما) وعن الامام احمد رحمه الله هذا العالم هو الشافعي لانه لم ينتشر فى طباق الأرض من علم علماء قريش من الصحابة وغيرهم ما انتشر من علم الامام الشافعي ويجتمع نسبه مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف وهو الجد التاسع للشافعى رحمه الله وفى الحديث (انه أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا ليس فى آبائي من لدن آدم سفاح كلها نكاح) وذلك لانه لا يجيىء من الزنى ولى فكيف نبى والاشارة فيه الى نفاسة جوهره فى اصل الخلقة لانه أول جوهر خلقه الله تعالى وعن ابى هريرة انه عليه السلام سأل جبريل عليه السلام فقال (يا جبريل كم عمرك من السنين) فقال يا رسول الله لست اعلم غير ان فى الحجاب الرابع نجما يطلع فى كل سبعين الف سنة مرة رأيته اثنين وسبعين الف مرة فقال عليه السلام (يا جبريل وعزة ربى انا ذلك الكوكب) ولما خلق الله آدم جعل نور حبيبه فى ظهره فكان يلمع فى جبينه ثم انتقل الى ولده شيث الذي هو وصيه والثالث من ولده وكانت حواء تلد ذكرا وأنثى معا ولم تلد ولدا منفردا الا شيث كرامة لهذا النور ثم انتقل الى واحد بعد واحد من أولاده الى ان وصل الى عبد المطلب ثم الى ابنه عبد الله ثم الى آمنة وكان عليه السلام علة غائية لوجود كل كون فوجوده الشريف وعنصره اللطيف أفضل الموجودات الكونية وروحه المطهر أمثل الأرواح القدسية وقبيلته أفضل القبائل ولسانه خير الالسنة وكتابه خير الكتب الإلهية وآله وأصحابه خير الآل وخير الاصحاب وزمان ولادته خير الأزمان وروضته المنورة أعلى الأماكن مطلقا والماء الذي نبع من أصابعه الشريفة أفضل المياه مطلقا