للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأتى بعدك من الأمم إذا سمعوا مآل أمرك ممن شاهدك آية عبرة ونكالا على الطغيان او حجة تدلهم على ان الإنسان وان بلغ الغاية القصوى من عظم الشان وعلو الكبرياء وقوة السلطان فهو مملوك مقهور بعيد عن مظان الربوبية [بنده كه خود را از غرقه شدن در كرداب فنا نرهاند چرا صداى انا ربكم الأعلى بسمع چهانيان ساند

عاجز اى كو أسير خواب وخورست ... لاف قدرت زند چهـ بيخبرست

آنكه در نفس خود زبون باشد ... صاحب اقتدار چون باشد

ثم قوله تعالى آلْآنَ الى قوله آيَةً من كلام جبريل كما قال الكاشفى [بعد از انكه فرعون اين سخن كفت حق تعالى بجبريل در جواب او فرموده] آلآن إلخ وقال فى الكواشي وخاطبه كخطاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اهل القليب انتهى وذلك ان الله تعالى لما هزم المشركين يوم بدر امر صلى الله تعالى عليه وسلم ان يطرح قتلاهم فى القليب ثم جاء بعد ثلاثة ايام حتى وقف على شفير القليب وجعل يقول (يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعد الله ورسوله حقا فانى وجد ما وعدني الله حقا بئس عشيرة النبي كنتم كذبتمونى وصدقنى الناس وأخرجتموني وآوانى الناس وقاتلتمونى ونصرنى الناس) فقال عمر رضى الله عنه يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها فقال عليه السلام (ما أنتم باسمع لما أقول منهم) وفى رواية (لقد سمعوا ما قلت غير انهم لا يستطيعون ان يردوا شيأ) وعن قتادة أحياهم الله حتى سمعوا كلام رسول الله توبيخا لهم وتصغيرا ونقمة وحسرة والمراد باحيائهم شدة تعلق أرواحهم بأجسادهم حتى صاروا كالاحياء فى الدنيا للغرض المذكور لان الروح بعد مفارقة جسدها يصير لها تعلق به او بما يبقى منه ولو عجب الذنب فانه لا يفنى وان اضمحل الجسم بأكل التراب او بأكل السباع او الطير او النار وبواسطة ذلك التعلق يعرف الميت من يزوره ويأنس به ويرد سلامه إذا سلم عليه كما ثبت فى الأحاديث والغالب ان هذا التعلق لا يصير به الميت حيا فى الدنيا بل يصير كالمتوسط بين الحي والميت الذي لا تعلق لروحه بجسده وقد يقوى ذلك حتى يصير كالحى فى الدنيا ولعله مع ذلك لا يكون فيه القدرة على الافعال الاختيارية. فلا يخالف ما حكى عن السعد اتفقوا على انه تعالى لم يخلق فى الميت القدرة والافعال الاختيارية هذا كلامه والكلام فى غير الأنبياء وشهداء المعركة واما هما فتعلق أرواحهم بأجسادهم تصير به أجسادهم حية كحياتها فى الدنيا وتصير لهم القدرة والافعال الاختيارية كذا فى انسان العيون وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها: وفى المثنوى

نى ترا از روى ظاهر طاعتى ... نى ترا در سر وباطن نيتى

نى ترا شبها مناجات وقيام ... نى ترا روزان پرهيز وصيام

نى ترا حفظ زبان ز آزار كس ... نى نظر كردن بعبرت پيش و پس

پيش چهـ بود ياد مرك ونزع خويش ... پس چهـ باشد مردن ياران پيش

قالوا فرعون مع شدة شكيمته وفرط عناده آمن ولو حال اليأس واما فرعون هذه الامة فقد قتله الله يوم بدر شر قتلة ولم يصدر منه ما يؤذن بايمانه بل اشتد غيظه وغضبه فى حق رسول الله وفى

<<  <  ج: ص:  >  >>