للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امضى فيه اجبارا ومن رضى به طوعا عاش راضيا مرضيا ويكفى لنا موعظة حال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فانه رضى بقضاء الله وصبر على بلائه فعاش حميدا وصار عاقبة امره الى النصرة: وفى المثنوى

صد هزاران كيميا حق آفريد ... كيميايى همچوصبر آدم نديد «١»

چونكه قبض آمد تو در وى بسط بين ... تازه باش و چين ميفكن بر جبين «٢»

چشم كودك همچوخر در آخرست ... چشم عاقل در حساب آخرست

او در آخر چرب مى بيند علف ... وين ز قصاب آخرش بيند تلف

آن علف تلخست كين قصاب داد ... بهر لحم ما ترا زويى نهاد

صبر مى بيند ز پرده اجتهاد ... روى چون گلنار وزلفين مراد

ومما وقع له صلى الله تعالى عليه وسلم من الاذية ما حدث به عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله فى المسجد وهو يصلى وقد نحر جزور وبقي فرثه اى روثه فى كرشه فقال ابو جهل أيكم يقوم الى هذا القذر ويلقيه على محمد فقام عقبة بن ابى معيط وجاء بذلك الفرث فالقاه على النبي عليه السلام وهو ساجد فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض من شدة الضحك فهممنا اى خففنا ان نلقيه عنه حتى جاءت فاطمة رضى الله عنها فالقته عنه وأقبلت عليهم تشتمهم وكان بجواره صلى الله تعالى عليه وسلم جماعة منهم ابو لهب والحكم بن العاص ابن امية وعقبة بن ابى معيط وكانو يطرحون عليه الأذى فاذا طرحوه عليه اخذه عليه السلام وخرج به ووقف على بابه ويقول يا ابن عبد مناف أي جوار هذا ثم يلقيه فى الطريق وقال عليه عليه السلام مرة فيمن التزم اذية له من رؤساء قريش مخاطبا لاصحابه (ابشروا فان الله تعالى مظهر دينه ومتمم كلمته وناصر نبيه ان هؤلاء الذين ترون مما يذبح على ايديكم عاجلا) فوقع كما قال حيث ذبحهم الاصحاب بأيديهم يوم بدر وهذه الاذية لا يظن ظان انها منقصة له عليه السلام بل هى رفعة له ودليل على فخامة قدره وعلو مرتبته وعظيم رفعته ومكانته عند ربه لكثرة صبره عليه السلام وحلمه واحتماله مع علمه باستجابة دعائه ونفوذ كلمته عند الله تعالى وقد قال (أشد الناس بلاء الأنبياء) عليهم السلام فالانبياء كالذهب والشدائد التي تصيبهم كالنار التي يعرض عليها الذهب فان ذلك لا يزيد الذهب إلا حسنا فكذا الشدائد لا تزيد الأنبياء الا رفعة: وفى المثنوى

طبع را كشتند در حمل بدى ... تا حمولى كر بود هست ايزدى «٣»

اى سليمان در ميان زاغ وباز ... حلم حق شو با همه مرغان بساز

اى دو صد بلقيس حلمت را زبون ... كه اهد قومى انهم لا يعلمون

نسأل الله تعالى ان يثبتنا على الحق المبين ويحكم لنا بالنصر على نفوسنا وهو خير الحاكمين تمت سورة يونس بالامداد الرحمانى والتأييد الرباني فى اليوم الحادي عشر يوم الاثنين فى ذى القعدة الشريفة من سنة اثنتين ومائة والف ويتلوها سورة هود


(١) در أوائل دفتر سوم در بيان صبر آوردن لقمان عليه السلام چون ديد كه داود عليه السلام إلخ
(٢) در اواخر دفتر سوم در بيان پيدا شدن روح القدوس بصورت آدمي بر مريم إلخ
(٣) در أوائل دفتر چهارم در بيان تحمل كردن از هر بى ادبى إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>