للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آيات أنزلت مقرونة بثلاث آيات ولا تقبل إحداها بغير قرينتها إحداها قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ والثانية أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ والثالثة أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ والإحسان الى الوالدين معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما والامتثال الى أمرهما وصلة اهل ودّهما والدعاء بالمغفرة بعد مماتهما: قال السعدي

سالها بر تو بگذرد كه كذر ... نكنى سوى تربت پدرت

تو بجاى پدر چهـ كردى خير ... تا همان چشم دارى از پسرت

وفي التأويلات النجمية ان في قوله وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً اشارة الى ان أعز الخلق على الولد والداه لاجل انهما سببا وجوده في الظاهر ولكن ينبغى ان يحسن إليهما بعد خروجه من عهدة عبودية ربه إذ هو موجد وجوده ووجود والديه في الحقيقة ولا يختار على أداء عبوديته احسان والديه فكيف الالتفات لغيرهما ومنها البر الى اليتامى

برحمت بكن آبش از ديده پاك ... بشفقت بيفشانش از چهره خاك

وفي الحديث (ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فلا يقرب قصعتهم الشيطان) وفي الحديث ايضا (من ضم يتيما من بين مسلمين الى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله عز وجل غفرت له ذنوبه البتة الا ان يعمل عملا لا يغفر ومن اذهب الله كريمتيه فصبر واحتسب غفرت له ذنوبه) قالوا وما كريمتاه قال (عيناه ومن كان له ثلاث بنات او ثلاث أخوات فانفق عليهن واحسن إليهن حتى يكبرن او يمتن غفرت له ذنوبه البتة الا ان يعمل عملا لا يغفر) فناداه رجل من الاعراب ممن هاجر فقال يا رسول الله او اثنتان فقال صلى الله عليه وسلم (او اثنتان) وقال صلى الله عليه وسلم (كافل اليتيم انا وهو كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى والسبابة من الأصابع هى التي تلى الإبهام وكانت في الجاهلية تدعى بالسبابة لانهم كانوا يسبون بها فلما جاء الله بالإسلام كرهوا هذا الاسم فسموها بالمشيرة لانهم كانوا يشيرون بها الى الله بالتوحيد والمشيرة من أصابع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كانت أطول من الوسطى ثم الوسطى اقصر منها ثم البنصر اقصر من الوسطى فقوله عليه السلام (انا وهو كهاتين في الجنة) وقوله في الحديث الآخر (احشر انا وابو بكر وعمر يوم القيامة هكذا) وأشار بأصابعه الثلاث فانما أراد ذكر المنازل والاشراف على الخلق فقال نحشر هكذا ونحن مشرفون وكذلك كافل اليتيم يكون له منزلة رفيعة فمن لم يعرف شأن أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل تأويل الحديث على الانضمام واقتراب بعضهم من بعض في محل القربة وهذا معنى بعيد لان منازل الرسل والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين مراتب متباينة ومنازل مختلفة كذا في تفسير القرطبي ومنها البر الى المساكين وهم الذين اسكنتهم الحاجة وذللتهم وهذا يتضمن الحض على الصدقة والمواساة وتفقد احوال المساكين والضعفاء وفي الحديث (الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) وكان طاووس يرى السعى على الأخوات أفضل من الجهاد في سبيل الله

نخواهى كه باشى پراكنده دل ... پراكندگان را ز خاطر مهل

پريشان كن امروز كنجينه چست ... كه فردا كليدش نه در دست تست

<<  <  ج: ص:  >  >>