للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ الظاهر ان المر كلام مستقل والتقدير هذه السورة مسماة بالمر تِلْكَ اى آيات هذه السورة آياتُ الْكِتابِ اى القرآن وفى التأويلات النجمية ان حروف المر آيات القرآن. فبالالف يشير الى قوله اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ الآية. وباللام يشير الى قوله لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وبالميم الى قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وبالراء الى قوله رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كما ان ق اشارة الى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وهو مرتبة الاحدية التي هى التعين الاول. وص اشارة الى اللَّهُ الصَّمَدُ وهو مرتبة الصمدية التي هى التعين الثاني وَالصَّافَّاتِ صَفًّا اشارة الى التعينات التابعة له وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ اى القرآن وهو مبتدأ خبره قوله الْحَقُّ ليس كما يقول المشركون انك تأتى به من قبل نفسك باطلا فالايمان به والعمل باحكامه واجب فمن اعتصم به وهو حبل الله ينجيه من الأسفل الذي هبط اليه بقوله اهْبِطُوا مِنْها واعلم ان المنزل من عند الله أعم من الحكم المنزل صريحا كالاحكام الثابتة بصريح نص القرآن ومن الحكم المنزل ضمنا كالتى تثبت بالسنة والإجماع والقياس فالكل حق وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ بالقرآن ويجحدون بحقيته وانه حبل من الله يوصل المعتصم به اليه لافراطهم فى العناد وخروجهم عن طريق السداد وعدم تفكرهم فى معانيه واحاطتهم بما فيه وكفرهم به لا ينافى كونه حقا منزلا من عند الله تعالى فان الشمس شمس وان لم يرها الضرير والشهد شهد وان لم يجد طعمه المرور والتربية انما تفيد المستعد والقابل دون المنكر والباطل: قال المولى الجامى

هيچ سودى نكند تربيت ناقابل ... كر چهـ برتر نهى از خلق جهان مقدارش

سبز وخرم نشود از نم باران هركز ... خار خشكى كه نشانى بسر ديوارش

ثم بين دلائل ربوبيته واحديته بقوله اللَّهُ مبتدأ خبره قوله الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ خلقها مرفوعة بينها وبين الأرض مسيرة خمسمائة عام لا ان تكون موضوعة فرفعها بِغَيْرِ عَمَدٍ بالفتح جمع عماد او عمود وهو بالفارسية [استون] حال من السموات اى رفعها خالية من عمد وأساطين تَرَوْنَها الضمير راجع الى عمد والجملة صفة لها اى خالية من عمد مرئية وانتفاء العمد المرئية يحتمل ان يكون لانتفاء العمد والرؤية جميعا اى لا عمد لها فلا ترى ويحتمل ان يكون لانتفاء الرؤية فقط بان يكون لها عماد غير مرئى وهو القدرة فانه تعالى يمسكها مرفوعة بقدرته فكأنها عماد لها او العدل لان بالعدل قامت السموات اى العلويات والسفليات

آسمان وزمين بعدل بپاست ... شد ز شاهان بغير عدل نخاست

كر نباشد ستون خيمه بجاى ... كى بود خيمه بى ستون بر پاى

ويجوز ان يكون ترونها جملة مستأنفة فالضمير راجع الى السموات كأنه قيل ما الدليل على ان السموات مرفوعة بغير عمد فاجيب بانكم ترونها غير معمودة ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ثم لبيان تفاضل الخلقين وتفاوتهما فان العرش أفضل من السموات لا للتراخى فى الوقت لتقدمه عليها والاستواء فى اللغة بالفارسية [راست بيستادن] والعرش سرير الملك وهو هنا مخلوق عظيم موجود

<<  <  ج: ص:  >  >>