المؤمن) قال ابن الملك سبب النهى ان العرب كانوا يسمون العنب وشجرته كرما لان الخمر المتخذة منه تحمل شاربها على الكرم فكره النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية لئلا يتذاكروا به الخمر ويدعوهم حسن الاسم الى شربها وجعل المؤمن وقلبه أحق ان يتصف به لطيبه وذكائه والغرض منه تحريض المؤمن على التقوى وكونه أهلا لهذه التسمية وَزَرْعٌ بالرفع عطف على جنات وتوحيده لانه مصدر فى أصله وَنَخِيلٌ النخل والنخيل بمعنى واحد. بالفارسية [خرما بنان] صِنْوانٌ نعت لنخيل جمع صنو وهى النخلة لها رأسان وأصلهما واحد اى نخلات يجمعهن اصل واحد. وبالفارسية [چند شاخ از يك اصل رسته] وفى الحديث (لا تؤذوني فى العباس فانه بقية آبائي وان عم الرجل صنو أبيه) قال فى القاموس ما زاد فى الأصل الواحد كل واحد منهما صنو ويضم ويقال هو عام فى جميع الشجر وَغَيْرُ صِنْوانٍ ومتفرقات مختلفة الأصول وفى الحديث (أكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من فضلة طينة آدم وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران فاطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فتمر) - وحكى- المسعودي ان آدم عليه السلام لما هبط من الجنة خرج ومعه ثلاثون قضيبا مودعة اصناف الثمر فيها منها عشرة لها قشر الجوز واللوز والفستق والبندق والشاه بلوط والصنوبر والرمان والنارنج والموز والخشخاش ومنها عشرة لا قشر لها ولثمرها نوى الرطب والزيتون والمشمش والخوخ والاجاص والعناب والغبيراء والدوابق والزعرور والنبق ومنها عشرة ليس لها قشر ولا نوى التفاح والكمثرى والسفر جل والتين والعنب والا ترج والخرنوب والقثاء والخيار والبطيخ وهذا لا ينافى كون هذه الثمرات مخلوقة فى الأرض كما لا يخفى يُسْقى المذكور من القطع والجنات والزرع والنخيل بِماءٍ واحِدٍ والماء جسم رقيق مائع به حياة كل نام وَنُفَضِّلُ بنون العظمة اى ونحن نفضل بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فى الثمر شكلا وقدر او طعما ورائحة فمنها بياض وسواد وصغير وكبير وحلو ومر وحامض وجيد ورديء وذلك ايضا مما يدل على الصانع الحكيم وقدرته فان إنبات الأشجار بالثمار المختلفة الأصناف والاشكال والألوان والطعوم والروائح مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون الا بتخصيص قادر مختار لانه لو كان ظهور الثمار بالماء والتراب لوجب فى القياس ان لا يختلف الألوان والطعوم ولا يقع التفاضل فى الجنس الواحد إذا نبت فى مغرس واحد بماء واحد. والاكل بضم الكاف وسكونها ما يتهيأ للاكل ثمرا كان او غيره كقوله تعالى فى صفة الجنة أُكُلُها دائِمٌ فانه عام فى جميع المطعومات واطلاق الثمر على الحب لا يصح الا باعتبار التغليب فان الثمر حمل الشجر على ما فى القاموس قال الكاشفى [در تبيان آورده كه اين مثل بنى آدم در اختلاف ألوان وإشكال وهيآت وأصوات با وجود آنكه پدر همه يكيست. در مدارك كفته كه مثل اختلاف قلوبست در آثار وأنوار واسرار وهر دلى را صفتى وهر صفت را نتيجه دمى باشد موصوف بانكار واستكبار كه قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ