المقدس وتوجه الى مكة وهو على البراق حتى وصل الى بيته الأشرف بالحرم المكي الاحمى بحجر الكعبة العظيمة او الى بيت أم هانى كما يدل عليه ما يجيئ من تقرير القصة وكان زمان ذهابه ومجيئه ثلاث ساعات او اربع ساعات وفى كلام السبكى ان ذلك كان قدر لحظة ولا بدع لان الله تعالى قد يطيل الزمن القصير كما يطوى الطويل لمن يشاء- روى- فى مناقب الشيخ موسى السدرانى من أكابر اصحاب الشيخ ابى مدين قدس الله سرهما ان له وردا فى اليوم والليلة سبعين الف ختمة يقول الفقير قال شيخى وسندى قدس سره فى الكلام عليه ان اليوم والليلة اربع وعشرون ساعة فيكون فى كل اثنتي عشرة ساعة خمس وثلاثون الف ختمة لانه اما ان ينبسط الى ثلاث وأربعين سنة وتسعة أشهر واما الى اكثر وعلى التقدير الاول يكون اليوم والليلة منبسطا الى سبع وثمانين سنة وستة أشهر فيكون فى كل يوم وليلة من ايام السنين المنبسطة إليها ولياليها ختمتان ختمة فى اليوم وختمة فى الليلة كما هو العادة ويحتمل التوجيه باقل من ذلك باعتبار سرعة القاري هذا فانه صدق وقد كوشف لى هذا وقد صدقته وقبلته وهذا سر عظيم انتهى كلام الشيخ وقد ثبت فى الهندسة ان ما بين طرفى قرص الشمس اى عظمه وسعته ضعف ما بين طرفى كرة الأرض مائة ونيفا وستين مرة ثم ان طرفها الأسفل يصل موضع طرفها الأعلى فى اقل من ثانية وهى جزء من ستين جزأ من الدقيقة والدقيقة جزء من ستين جزأ من الدرجة وهى جزء من خمسة عشر جزأ من الساعة فاذا كانت هذه السرعة ممكنة للجماد فكيف لا يمكن لأفضل العباد إذا أراد رب البلاد والله تعالى قادر على جميع الممكنات فيقدر ان يخلق مثل هذه الحركة فى جسد النبي عليه السلام او فيما يحمله قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره قد ذهب عليه السلام وجاء ولم يتم ماء ابريقه انصبابا ومن كان مؤمنا لا ينكر المعراج ولكن وقوع السير المذكور فى مقدار ذلك الزمن اليسير يشكل عند العقل بحسب الظاهر واما عند التحقيق فلا إشكال ألا يرى ان فى الوجود الإنساني شيأ لطيفا اعنى القلب يسير من المشرق الى المغرب بل جميع العوالم فى آن واحد وهو بديهي لا ينكره من له ادنى تمييز حتى البله والصبيان أفلا يجوز ان تحصل تلك اللطافة لوجود النبي صلى الله عليه وسلم بقدرة الله تعالى فوقع ما وقع منه فى الزمن اليسير
راه ز اندازه برون رفته ... پى نتوان برد كه چون رفته
عقل در ين واقعه حاشا كند ... عقل نه حاشا كه تمنا كند
- روى- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من ليلته قص القصة على أم هانئ وقال (انى أريد ان أخرج الى قريش فاخبرهم بذلك) فقالت أنشدك الله اى بفتح الهمزة اى اسألك بالله ابن عم اى يا ابن عمى ان لا تحدث اى لا تحدث بهذا قريشا فيكذبك من صدقك فلما كان الغداة تعلقت بردائه فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدها وانتهى الى نفر من قريش فى الحطيم هو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وأولئك النفر مطعم بن عدى وابو جهل بن هشام والوليد بن المغيرة فقال (انى صليت العشاء) اى أوقعت صلاة فى ذلك الوقت (فى هذا المسجد وصليت به الغداة) اى أوقعت صلاة فى ذلك الوقت والا فصلاة العشاء لم تكن فرضت وكذا صلاة الغداة