رضى الله عنه ولم يسر عنه حتى غربت الشمس وعلى لم يصل العصر فقال له رسول الله (أصليت العصر) قال لا فقال عليه السلام (اللهم انه كان فى طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس) قالت اسماء فرأيتها طلعت بعد ما غربت وهو من أجل اعلام النبوة فليحفظ وذكر انه وقع لبعض الوعاظ ببغداد كان يعظ بعد العصر ثم أخذ فى ذكر فضائل آل البيت فجاءت سحابة غطت الشمس فظن وظن الناس الحاضرون عنده ان الشمس غابت فارادوا الانصراف فاشار إليهم ان لا يتحركوا ثم أدار وجهه الى ناحية المغرب وقال لا تغربى يا شمس حتى ينتهى مدحى لآل المصطفى ولنجله ان كان للمولى وقوفك فليكن هذا الوقوف لولده ولنسله فطلعت الشمس فلا يحصى مارمى عليه من الحلي والثياب وهو من الاتفاقات الغريبة كما حكى ان بعض الناس كان يهوى شابا يلقب ببدر الدين فاتفق انه توفى ليلة البدر فلما اقبل الليل وتكمل البدر لم يتمالك محبة رؤيته من شدة الحزن وانشد يخاطب البدر شقيقك غيب فى لحده وتطلع يا بدر من بعده فهلا خسفت وكان الخسوف لباس الحداد على فقده فخسف القمر من ساعته فانظر الى صدق المحبة وتأثيرها فى القمر وصدق من قال ان المحبة مغناطيس القلوب: قال الكمال الخجندي
بچشم اهل نظركم بود ز پروانه ... دلى كه سوخته آتش محبت نيست
اللهم اجعلنا من اهل المحبة والوداد آمين وحين زالت الشمس من اليوم الذي يلى ليلة المعراج نزل جبريل وأم بالنبي عليه السلام ليعلمه اوقات الصلوات وهيئتها واعداد ركعاتها ثم صبح بأصحابه (الصلاة جامعة) لان الاقامة المعروفة للصلاة لم تشرع الا بالمدينة فاجتمعوا فصلى النبي عليه السلام بالناس فسميت تلك الصلاة صلاة الظهر لانها فعلت عند قيام الظهيرة اى شدة الحر او عند نهاية ارتفاع الشمس فصلاته عليه السلام بالناس كانت بعد صلاته مع جبريل وامه جبريل يومين يوما فى أول الوقت ويوما فى آخره وكان ذلك عند باب الكعبة مستقبلا لصخرة الله ثم التفت جبريل وقال يا محمد هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك والوقت ما بين هذين الوقتين وانما لم تقع البداءة بالصبح مع انها أول صلاة بعد ليلة الاسراء لان الإتيان بها يتوقف على بيان الإتيان بالكيفية اى على بيان علم كيفيتها المعلق عليه الوجوب كأنه قيل أوجبت حيث ما تبين كيفيته فى وقته والصبح لم تبين كيفيتها فى وقتها فلم تجب فان قيل قول جبريل هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك يقتضى ان هذه الصلوات كانت مشروعة لكل واحد من الأنبياء قبله وليس كذلك لانها من خصائص هذه الامة قلنا معناه ان وقتك هذا المحدود الطرفين مثل وقت الأنبياء قبلك فانه كان محدود الطرفين او ان بعضهم صلى الفجر وبعضهم ما يليها وهو لا ينافى كون المجموع على هذه الكيفية من خصائص هذه الامة- روى- ان أول من صلى الفجر آدم عليه السلام حين اهبط الى الأرض من الجنة واظلمت عليه الدنيا وجنّ الليل ولم يكن يرى قبل ذلك فخاف خوفا شديدا فلما انشق