مكتوب «انا الله لا اله الا انا وحدي لا شريك لى خلقت الخير والشر فطوبى لمن خلقته للخير وأجريته على يديه والويل لمن خلقته للشر وأجريته على يديه» وهو قول الجمهور كما فى بحر العلوم وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً كان الناس يضعون الودائع عند ذلك الصالح فيردها إليهم سالمة فحفظا بصلاح أبيهما فى مالهما وأنفسهما قال جعفر بن محمد كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء فيكون الذي دفن ذلك الكنز جدهما السابع فَأَرادَ رَبُّكَ بالأمر بتسوية الجدار أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما اى حلمهما وكمال رأيهما قال فى بحر العلوم الأشد فى معنى القوة جمع شدة كانعم فى نعمة على تقدير حذف الهاء وقيل لا واحد له وبلوغ الأشد بالإدراك وقيل ان يونس منه الرشد مع ان يكون بالغا وآخره ثلاث وثلاثون سنة او ثمانى عشرة وانما قال الخضر فى تأويل خرق السفينة فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها بالإسناد الى نفسه لظاهر القبح وفى تأويل قتل الغلام فَخَشِينا بلفظ الخشية والاسناد الى نالان الكفر مما يجب ان يخشاه كل أحد وقال فى تأويل الجدار فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما بالإسناد الى الله تعالى وحده لان بلوغ الأشد وتكامل السن ليس الا بمحض ارادة الله تعالى من غير مدخل واثر لارادة العبد فالاول فى نفسه شر قبيح والثالث خير محض والثاني ممتزج وقال بعضهم لما قال الخضر فَأَرَدْتُ الهم من أنت حتى يكون لك ارادة فجمع فى الثانية حيث قال فَأَرَدْنا فالهم من أنت وموسى حتى يكون لكما ارادة فخص فى الثالثة الارادة بالله اى دون اضافة الارادة الى نفسه وادعاء الشركة فيهما ايضا وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما من تحت الجدار ولولا انى أقمته لانقض وخرج الكنز من تحته قبل اقتدارهما على حفظ المال وتنميته وضاع بالكلية فان قيل ان عرف واحد من اليتيمين والقيم عليهما الكنز امتنع ان يترك سقوط الجدار وان لم يعرفوا فكيف يسهل عليهم استخراجه قلنا لعلهما لم يعلماه وعلم القيم الا انه كان غائبا كذا فى تفسير الامام يقول الفقير قوله وان لم يعرفوا إلخ غير مسلم لان الله تعالى قادر على ان يعرفهما مكان ذلك الكنز بطريق من الطرق ويسهل عليهما استخراجه على ان واجد الكنز فى كل زمان من غير سبق معرفة بالمكان ليس بنادر واللام فى كنز لهما لاختصاص الوجدان بهما ومن البعيد ان يعيش الجد السابع الى ان يولد للبطن السادس من أولاده ويدفن له مالا او يعين له رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لهما مصدر فى موقع الحال اى مرحومين من قبله تعالى او علة لاراد فان ارادة الخير رحمة او مصدر لمحذوف اى رحمهما الله بذلك رحمة وَما فَعَلْتُهُ اى ما فعلت ما رأيته يا موسى من خرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار عَنْ أَمْرِي عن رأيى واجتهادي وانما فعلته بامر الله ووحيه وهذا إيضاح لما أشكل على موسى وتمهيد للعذر فى فعله المنكر ظاهرا وهكذا الطريق بين المرشد والمسترشد فى ازالة الشكوك والشبه عنه شفقة له ذلِكَ المذكور من العواقب تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً اى لم تستطع فحذف التاء للتخفيف وهو انجاز للتنبئة الموعودة- روى- ان موسى لما أراد ان يفارقه قال امر الخضر لو صبرت لاتيت على الف عجب كل عجب اعجب مما رأيت فبكى موسى على فراقه وقال له أوصني يا نبى الله. قال لا تطلب العلم لتحدث به الناس واطلبه لتعمل به وذلك لان من لم يعمل