المشهورة ومحل الجملة الاولى الرفع على انها صفة لزجاجة او للام مغنية عن الرابض كأنه قيل فيها مصباح هو فى زجاجة هى كأنها كوكب درى وفى إعادة المصباح والزجاجة معرفين اثر سبقهما منكرين والاخبار عنهما بما بعدهما مع انتظام الكلام بان يقال كمشكاة فيها مصباح فى زجاجة كأنها كوكب درى من تفخيم شأنها بالتفسير بعد الإبهام ما لا يخفى يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ اى يبتدأ إيقاد المصباح من زيت شجرة مُبارَكَةٍ اى كثيرة المنافع لان الزيت يسرج به وهو ادام ودهان ودباغ ويوقد بحطب الزيتون وبثقله ورماده يغسل به الإبريسم ولا يحتاج فى استخراج دهنه الى عصار وفيه زيادة الاشراق وقلة الدخان وهو مصحة من الباسور زَيْتُونَةٍ بدل من شجرة: وبالفارسية [كه آن زيتونست كه هفتاد پيغمبر بدو دعا كرده ببركت واز جمله ابراهيم خليل عليه السلام] وخصها من بين سائر الأشجار لان دهنها أضوء وأصفى قال فى انسان العيون شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ اى لا شرقية تطلع عليها الشمس فى وقت شروقها فقط ولا غربية تقع عليها حين غروبها فقط بل بحيث تقع عليها طول النهار فلا يسترها عن الشمس فى وقت من النهار شىء كالتى على قلة او صحراء فتكون ثمرتها انضج وزيتها أصفى اولا فى مضحى تشرق الشمس عليها دائما فتحرقها ولا فى مفياة تغيب عنها دائما فتتركها نيئا او لا نابتة فى شرق المعمورة نحو كنكدز وديار الصين وخطا ولا فى غربها نحو طنجة وطرابلس وديار قيروان بل فى وسطها وهو الشام فان زيتونه أجود الزيتون او فى خط الاستواء بين المشرق والمغرب وهى قبة الأرض فلا توصف بأحد منهما فلا يصل إليها حر وبرد مضرين وقبة الأرض وسط الأرض عامرها وخرابها وهو مكان تعتدل فيه الأزمان فى الحر والبرد ويستوى الليل والنهار فيه ابدا لا يزيد أحدهما على الآخر اى يكون كل منهما اثنتي عشرة ساعة [حسن بصرى رحمه الله فرموده كه اصل اين شجره از بهشت بدنيا آورده اند پس از أشجار اين عالم نيست كه وصف شرقى وغربى برو تواند كرد] يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ [روشنى دهد] وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ [واگر چهـ نرسيده باشد بوى آتشى يعنى درخشندكى بمثابه ايست بى آتش روشنايى بخشد] اى هو فى الصفاء والانارة بحيث لا يكاد يضيئ المكان بنفسه من غير مساس نار أصلا وتقدير الآية يكاد زيتها يضيئ لو مسته نار ولو لم تمسسه نار اى يضيئ كائنا على كل حال من وجود الشرط وعدمه فالجملة حالية جيئ بها لاستقصاء الأحوال حتى فى هذه الحال نُورُ خبر مبتدأ محذوف اى ذلك النور الذي عبر به عن القرآن ومثلت صفته العجيبة الشأن بما فصل من صفة المشكاة نور كائن عَلى نُورٍ كذلك اى نور متضاعف فان نور المصباح زاد فى انارته صفاء الزيت وزهرة القنديل وضبط المشكاة لاشعته فليس عبارة عن مجموع نورين اثنين فقط بل المراد به التكثير كما يقال فلان يضع درهما على درهم لا يراد به درهمان يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ اى يهدى هداية خاصة موصلة الى المطلوب حتما لذلك النور المتضاعف العظيم الشأن مَنْ يَشاءُ هدايته من عباده بان يوفقهم لفهم ما فيه من دلائل حقيته وكونه من عند الله من الاعجاز والاخبار عن الغيب وغير ذلك من موجبات الايمان وهذا من قبيل