اسما لكل طرح عرفا وتعديته بالى لتضمنه معنى الانتهاء بِأَيْدِيكُمْ الباء زائدة في المفعول به لان القى يتعدى بنفسه قال تعالى فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ ولا يقال القى بيده الا في الشر والمراد بالأيدي الأنفس فان اليد لازم للنفس وتخصيص اليد من بين سائر الجوارح اللازمة لها لان اكثر الأعمال يظهر بالمباشرة باليد والمعنى لا تطرحوا أنفسكم إِلَى التَّهْلُكَةِ اى الهلاك بالإسراف وتضييع وجه المعاش لتكون الآية نظير قوله تعالى وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً او بالكف عن الغزو والانفاق في مهماته فان ذلك مما يقوى العدو ويسلطه عليكم ويؤيده ما روى عن ابى أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه انه قال ان الله تعالى لما أعز دينه ونصر رسوله قلنا فيما بيننا انا قد تركنا أهلنا وأموالنا حتى فشا الإسلام ونصر الله نبيه فلو رجعنا الى أهلنا وأموالنا فاقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منا فانزل الله تعالى وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ اى الى ما يكون سببا لهلاككم من الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد فما زال ابو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى كان آخر غزوة غزاها بقسطنطينية فى زمن معاوية فتوفى هناك ودفن في اصل سور قسطنطينية وهم يستشفون به وفي الحديث (من مات ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) وَأَحْسِنُوا اى تفضلوا على الفقراء إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ اى يريد بهم الخير- روى- ان الحجاج لما ولى العراق كان يطعم في كل يوم على الف مائدة
يجمع على كل مائدة عشر انفس وكان يرسل الرسل الى الناس لحضور الطعام فكثر عليه ذلك فقال ايها الناس رسولى إليكم الشمس إذا طلعت فاحضروا للغداء وإذا اغربت فاحضروا للعشاء فكانوا يفعلون ذلك واستقل الناس يوما فقال ما بال الناس قد قلوا فقال رجل ايها الأمير انك أغنيت الناس في بيوتهم عن الحضور الى مائدتك فاعجبه ذلك وقال اجلس بارك الله عليك هذا كرم الحجاج وإحسانه الى الحلق مع كونه اظلم اهل زمانه: قال السعدي قدس سره
وحكى الهدائى قال اقبل ركب من بنى اسد ومن قيس يريدون النعمان فلقوا حاتما وهو المشهور بالجود فقالوا تركنا قوما يثنون عليك خيرا وقد أرسلوا إليك رسالة فقال ما هى فانشد الاسديون شعرا للنابغة فيه فلما أنشده قالوا انا نستحيى ان نسألك شيأ وان لنا لحاجة قال ما هى قالوا صاحب لنا قد أرجل يعنى فقدت راحلته فقال حاتم فرسى هذه فاحملوه عليها فاخذوها وربطت الجارية فلوها بثوبها فافلت يتبع امه وتبعته الجارية لترده فصاح حاتم ما يتبعكم فهو لكم فذهبوا بالفرس والفلو والجارية كذا في شرح رسالة ابن زيدون الوزير قيل لما عرج النبي عليه السلام اطلع على النار فرأى حظيرة فيها رجل لا تمسه النار فقال عليه السلام ما بال هذا الرجل في هذه الحظيرة لا تمسه النار فقال جبريل عليه السلام هذا حاتم طى صرف الله عنه عذاب جهنم بسخائه وجوده كذا في أنيس الوحدة وجليس الخلوة وفي الأحاديث القدسية (يا عيسى أتريد ان تطير على السماء مع الملائكة المقربين كن في الشفقة كالشمس وفي الستر كالليل وفي التواضع كالارض وفي الحلم كالميت وفي السخاوة كالنهر الجاري) قال بعض اهل الحقيقة وهو حسن جدا وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أرواحكم وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ