مى آرد پس عروج ميكند بسوى آسمان در روزى كه هست اندازه او هزار سال از آنچهـ شما شماره ميكنيد سالى دوازده ماه وماهى سى روز يعنى فرشته فرو مى آيد از آسمان وبالا ميرود در مدتى كه اگر آدمي رود آيد جز هزار سال ميسر نشود زيرا كه از زمين تا آسمان پانصد ساله راهست پس مقدار نزول وعروج هزار سال بود] واما قوله فى سورة المعارج (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) فاراد به مدة المسافة بين سدرة المنتهى والأرض ثم عوده الى السدرة فالملك يسيره فى قدر يوم واحد من ايام الدنيا فضمير اليه حينئذ راجع الى مكان الملك يعنى المكان الذي امره الله تعالى ان يعرج اليه وقال بعضهم يدبر الله امر الدنيا مدة ايام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء الى الأرض ثم يعود الأمر والتدبير اليه حين ينقطع امر الأمراء وحكم الحكام وينفرد الله بالأمر فى يوم اى يوم القيامة كان مقداره الف سنة لان يوما من ايام الآخرة مثل الف سنة من ايام الدنيا كما قال تعالى (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ) فمعنى خمسين الف سنة على هذا ان يشتد على الكافرين حتى يكون كخمسين الف سنة فى الطول ويسهل على المؤمنين حتى يكون كقدر صلاة مكتوبة صلاها فى الدنيا فقيامة كل واحد على حسب ما يليق بمعاملته
ففى الحشر مواقف ومواطن بحسب الاشخاص من جهة الأعمال والأحوال والمقامات يقول الفقير قد اختلف العلماء فى تفسير هذه الآية على وجوه شتى وسكت بعضهم تفويضا لعلمها الى الله تعالى حيث ان كل ما ذكر فيها يقبل نوعا من الجرح ويشعر بشىء من القصور ولا شك عند العلماء بالله ان لليوم مراتب واحكاما فى الزمان فيوم كالآن وهو الجزء الغير المنقسم المشار اليه بقوله تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كالف سنة وهو يوم الآخرة ويوم الرب ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كخمسين ألف سنة وهو يوم القيامة فالله تعالى يمتحن عباده بما شاء فيتقدر لهم اليوم بحسبه ومنهم من يكون حاله اسرع من لمح البصر كما قال (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وهو سر اليوم الشأنى المذكور. ثم ان للملائكة مقامات علوية معلومة فى عالم ملكوت فربما ينزل بعضهم من المصعد المعلوم الى مسقط الأمر فى اقل من ساعة بل فى لمحة كجبريل عليه السلام فانه كان ينزل من سدرة المنتهى التي إليها ينزل الاحكام ويصعد الأعمال الى النبي عليه السلام كذلك وربما ينزل فى اكثر منها وانما يتفاوت النزول والعروج باعتبار المبدأ فاذا اعتبر السماء الدنيا التي هى مهبط احكام السدرة قدر مدتهما بألف سنة وإذا اعتبر سدرة المنتهى التي هى مهبط احكام العرش قدرت بأكثر منها ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضا دل قوله (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) الآية على ان فاعل يعرج فى آية سورة السجدة ايضا الملك وانما قال اليه اى الى الله مع انه لم يكن للحق مكان ومنتهى يمكن العروج اليه اشارة الى التقرب وشرف العندية المرتبية وحقيقته الى المقام العلوي المعين له هذا ما سنح لى والعلم عند الله الملك العلى وفى التأويلات النجمية هو الذي (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ) اى امركن طبق سماء الروح والقلب (إِلَى الْأَرْضِ) ارض النفس والبدن بتدبير الأمر (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) النفس المخاطبة بخطاب ارجعي الى ربك (فِي يَوْمٍ)