الله الخلائق لم يبق شىء له روح يقول الله لملك الموت من بقي من خلقى وهو اعلم فيقول يا رب أنت اعلم بمن بقي لم يبق الا عبدك الضعيف ملك الموت فيقول الله يا ملك الموت قد اذقت انبيائى ورسلى وأوليائي وعبادى الموت وقد سبق فى علمى القديم وانا علام الغيوب ان كل شىء هالك الا وجهى وهذه نوبتك فيقول الهى ارحم عبد ملك الموت وألطف به فانه ضعيف فيقول سبحانه وتعالى ضع يمينك تحت خدك الايمن واضطجع بين الجنة والنار ومت فيموت بامر الله تعالى وفى الآية رد للكافرين حيث زعموا ان الموت من الأحوال الطبيعية العارضة للحيوان بموجب الجبلة الَّذِي وُكِّلَ التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك: وبالفارسية [وكيل كردن كسى را بر چيزى كماشتن وكار با كسى كذاشتن] بِكُمْ اى بقبض أرواحكم وإحصاء آجالكم ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ تردون بالبعث للحساب والجزاء وهذا معنى لقاء الله واعلم ان الله تعالى اخبر هاهنا ملك
الموت هو المتوفى والقابض وفى موضع انه الرسل اى الملائكة وفى موضع انه هو تعالى فوجه الجمع بين الآي ان ملك الموت يقبض الأرواح والملائكة أعوان له يعالجون ويعملون بامره والله تعالى يزهق الروح فالفاعل لكل فعل حقيقة والقابض لارواح جميع الخلائق هو الله تعالى وان ملك الموت وأعوانه وسائط قال ابن عطية ان البهائم كلها يتوفى الله أرواحها دون ملك الموت كأنه يعدم حياتها وكذلك الأمر فى بنى آدم الا ان لهم نوع شرف بتصرف ملك الموت والملائكة معه فى قبض أرواحهم قالوا ان عزرائيل يقبض الأرواح من بنى آدم وهى فى مواضع مختلفة وهو فى مكان واحد فهو حالة مختصة به كما ان لوسوسة الشيطان فى قلوب جميع اهل الدنيا حالة مختصة به قال انس بن مالك رضى الله عنه لقى جبريل ملك الموت بنهر بفارس فقال يا ملك الموت كيف تستطيع قبض الأنفس عند الوباء هاهنا عشرة آلاف وهاهنا كذا وكذا فقال له ملك الموت تزوى لى الأرض حتى كأنها بين فخذىّ فالتقطهم بيدىّ- وروى- ان الدنيا لملك الموت كراحة اليد او كطست لديه يتناول منه ما يشاء من غير تعب قال ابن عباس رضى الله عنهما ان خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب. وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب وهو يتصفح وجوه الناس فما من اهل بيت الا وملك الموت يتصفحهم فى اليوم مرتين فاذا رأى إنسانا قد انقضى اجله ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن يزاد بك عسكر الموتى- وروى- ان ملك الموت على معراج بين السماء والأرض وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فينزع أعوانه روح الإنسان ويخرجونها من جسده فاذا بلغت ثغرة النحر نزعها هو- وروى- فى الخبر ان له وجوها اربعة فوجه من نار يقبض به أرواح الكافرين ووجه من ظلمة يقبض به أرواح المنافقين ووجه من رحمة يقبض به أرواح المؤمنين ووجه من نور يقبض به أرواح الأنبياء والصديقين فاذا قبض روح المؤمن دفعها الى ملائكة الرحمة وإذا قبض روح الكافر دفعها الى ملائكة العذاب. وكان ملك الموت يقبض الأرواح بغير وجع فاقبل الناس يسبونه ويلعنونه فشكا الى ربه فوضع الله الأمراض والأوجاع فقالوا مات فلان من وجع كذا وكذا. وفى الحديث (الأمراض والأوجاع