للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً اى ذكرا كثيرا فى جميع أوقاته وأحواله اى وقرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدية الى ملازمة الطاعة وبها يتحقق الاتساء برسول الله قال الحكيم الترمذي الاسوة فى الرسول الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته فى قول وفعل قال الشيخ سعدى

درين بحر جز مرد ساعى نرفت ... كم آن شد كه دنبال راعى نرفت

كسانى كزين راه بركشته اند ... برفتند بسيار وسركشته اند

خلاف پيمبر كسى ره كزيد ... كه هركز بمنزل نخواهد رسيد

محالست سعدى كه راه صفا ... توان رفت جز بر پى مصطفى

فمتابعة الرسول تجب على كل مؤمن حتى يتحقق رجاؤه ويثمر عمله لكونه الواسطة والوسيلة وذكر الرجاء اللازم للايمان بالغيب فى مقام النفس وقرن به الذكر الكثير الذي هو عمل ذلك المقام ليعلم ان من كان فى البداية يلزم متابعته فى الأعمال والأخلاق والمجاهدات بالنفس والمال إذ لو لم يستحكم البداية لم يفلح بالنهاية ثم إذا تجرد وتزكى عن صفات نفسه فليتابعه فى موارد قلبه كالصدق والإخلاص والتسليم ليحتظى ببركة المتابعة بالمواهب والأحوال وتجليات الصفات فى مقام القلب كما احتظى بالمكاسب والمقامات وتجليات الافعال فى مقام النفس وهكذا فى مقام الروح حتى الفناء وفى التأويلات النجمية يشير الى ما سبقت به العناية لهذه الامة فى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما اخبر بلفظ (لَقَدْ كانَ) اى كان (لَكُمْ) مقدرا فى الأزل ان يكون لكم عند الخروج من العدم الى الوجود (فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) اى اقتداء حسن وذلك فان أول كل شىء تعلقت به القدرة للايجاد كان روح رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله (أول ما خلق الله روحى) فالاسوة الحسنة عبارة عن تعلق القدرة بأرواح هذه الامة لاخراجهم من العدم الى الوجود عقيب إخراج روح رسول الله صلى الله عليه وسلم من العدم الى الوجود فمن أكرم بهذه الكرامة يكون له اثر فى عالم الأرواح قبل تعلقه بعالم الأشباح وبعد تعلقه بعالم الاشخاص فأما اثره فى عالم الأرواح فبتقدمه على الأرواح بالخروج الى عالم الأرواح وبرتبته فى الصف الاول بقرب روح رسول الله صلى الله عليه وسلم او فى الصف الذي يليه وبتقدمه فى قبول الفيض الإلهي وبتقدمه عند استخراج ذرات الذريات من صلب آدم فى استخراج ذراته وبإحضارها فى الحضرة وبتقدمه فى استماع خطاب ألست بربكم وبتقدمه فى اجابة الرب تعالى بقوله قالوا بلى وبتقدمه فى المعاهدة مع الله وبتأخره فى الرجوع الى صلب آدم وبتأخره فى الخروج عن أصلاب الآباء الى أرحام الأمهات وفى الخروج عن الرحم وبتأخر تعلق روحه بجسمه فان لله الذي هو المقدم والمؤخر فى هذه التقدمات والتأخرات حكمة بالغة ولها تأثيرات عجيبة يطول شرحها واما اثره فى عالم الأشباح فاعلم انه بحسب هذه المراتب فى ظهور اثر الاسوة يظهر اثرها فى عالم الأشباح عند تعلق نظر الروح بالنطفة فى الرحم اولا الى ان تتربى النطفة بنظره فى الأطوار المختلفة ويصير قالبا مسويا مستعدا لقبول تعلق الروح به فمثل القالب المسوى مع الروح كمثل الشمعة مع نقش الخاتم إذا وضع عليها يقبل جميع نقوش الخاتم فالروح المكرم إذا تعلق بالقالب المسوّى يودع فيه جميع خواصه التي استفادها من

<<  <  ج: ص:  >  >>