صفة من صفاته. فالطبقة الاولى إذا لم يحملوا الامانة وتركوا نفعها لضرها فهم مرآة جمال صفة عدله. والطبقة الثانية إذ حملوها طمعا فى نفعها ولم يؤدوا حقها وقد خانوا فيها بان باعوها بعوض من الدنيا الفانية فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين فهم مرآة يظهر فيها جمال صفة قهره. والطبقة الثالثة إذ حملوها بالطوع والرغبة والشوق والمحبة وأدوا حقها بقدر وسعهم ولكن كما قيل لكل جواد كبوة وقع فى بعض الأوقات قدم صدقهم عند ربهم فى حجر بلاء وابتلاء بغير اختيارهم ثم اجتباهم ربهم فتاب عليهم وهداهم بجذبات العناية الى الحضرة فهم مرآة يظهر فيها جمال فضله ولطفه وذلك قوله تعالى وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً للمؤمنين بفضله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء انتهى قال بعض العارفين الحكمة الالهية اقتضت ظهور المخالفة من الإنسان ليظهر منه الرحمة والغفران: قال الحافظ
وفى الحديث القدسي (لو لم تذنبوا لذهبت بكم وخلقت خلقا يذنبون ويستغفرون فاغفر لهم) وفى الحديث النبوي (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشد من الذنب ألا وهو العجب) ولهذه الحكمة خلق الله آدم بيديه اى بصفاته الجلالية والجمالية فظهر من صفة الجلال قابيل والمخالفة ومن صفة الجمال هابيل والموافقة وهكذا يظهر الى يوم قيام الساعة وليس الحديثان المذكوران واردين على سبيل الحث على الذنب فان قضية البعثة إصلاح العالم وهو لا يوجد الا بترك الكفر والشرك والمعاصي ولكن على سبيل الحث على التوبة والاستغفار ابراهيم أدهم قدس سره [كفت فرصت مى جستم تا كعبه را خالى يابم از طواف وحاجتى خواهم هيج فرصتى نيافتم تا شبى باران عظيم بود كعبه خالى ماند طواف كردم ودست در حلقه زدم وعصمت خواستم ندا آمد كه چيزى مى خواهى كه كسى را نداده ام اگر من عصمت دهم آنگاه درياى غفارى وغفورى
ورحمانى ورحيمىء من كجا شود پس كفتم «اللهم اغفر لى ذنوبى» آوازى شنودم كه از همه جهان با ما سخن كوى واز خود مكوى كه سخن تو ديكران كويند ودر مناجات كفت يا رب العزة مرا از ذل معصيت با عز طاعت آور وديكر كفت الهى آه «من عرفك لم يعرفك فكيف حال من لم يعرفك» آه آنكه ترا مى داند ترا نمى داند پس چكونه باشد حال كسى كه ترا نميداند ابراهيم كفت پانزده سال مشقت كشيدم تا ندايى شنودم كه] كن عبدا فاسترح يعنى ليست الراحة الا فى العبودية للمولى والاعراض عن الهوى من الأدنى والأعلى فلا راحة لعبد الدنيا ومادون المولى لا فى الاولى ولا فى العقبى فاذا وقع تقصير او سهو او نسيان فالله تعالى يحكم اسميه الغفور الرحيم بمحوه ويعرض عنه ولا يثبته فى صحيفة ولا يناقش عليه ولا يعذب به بل من العصاة من يبدل الله سيآتهم حسنات هذا قال أبيّ بن كعب رحمه الله كانت سورة الأحزاب تقارب سورة البقرة او أطول منها وكان فيها آية الرجم وهى «إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله العزيز الحكيم» ثم رفع أكثرها من الصدور ونسخ وبقي ما بقي وفى الحديث (من قرأ سورة الأحزاب وعلمها اهله وما ملكت يمينه اعطى الامان من عذاب القبر)